عصافير الزيتون

كيف كل عام في الوقت هذا رجعولنا، وكلّ عشيّة يملاو السماء بطيرانهم الإستعراضي وبلوحات مرتجلة ولكنّها غاية في النظام والدقّة. برشة ناس تكرههم على خاطرهم ياكلولنا كعبات الزيتون اللّي نطيّحو بيها في البسكولة متاع العجز التجاري، وزادة على الحسّ والوسخ اللّي يعملوه فوق رؤوس المواطنين، بالأخصّ في شارع الحبيب بورقيبة اللّي يستعمروه ويستعملو الأشجار متاعو كبيت نوم، وقدّاش من مرّة يسيّبوها على راس مواطن كيف حالي ولاّ على حوايجو، يولّي ما يلقى ما يقول، يقول بورت بونور* وديما يمشي.

بالرغم من هذا أنا نعمل عليهم كيف كي نشوفهم يشطحو في السماء في وقت المغرب، ونعتبرهم كيف التنشيط الثقافي البلّوشي والطبيعي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الجوّ اللّي يعملوه يرجّعني سنين لتالي، على خاطر وجودهم في السماء كلّ عام في نفس الفترة خلاّهم كيف الماركة المسجّلة أو الشاهد على الخريف في تونس على مدى السنين.

عصافر الزيتون تجينا كلّ عام تعدّي أيّامات وتمشي، وحتى حدّ ما سألها علاش ما حبّتش تقعد، علاش كل عام ترجعلنا وكلّ عام تخلّينا وتسافر. أنا سألت نفسي علاش وجاوبت نفسي كيف المهبول. علاش تحبّو عصافر الزيتون تقعد؟ عصافر الزيتون عندها قرون وهي تحاول باش تعلّمنا قيمة النظام والحركة الجماعية المنسجمة، ونحنا مازلنا شادّين صحيح في أخطى راسي وأضرب، وفي شاشية هذا على رأس هذا، وفي منطق الهمجيّة والقوّة والأنانيّة.

عصافر الزيتون عصافر تعلّمت تنظّم رواحها وتعيش و تتحرّك مع بعضها، وعمرك ما تشوف منها واحد شادد عصى على خوه باش يتبّعو بالسّيف ويطيّر العصافر الكلّ على كيفو... أما نحنا على مراد الله، مازلنا ما نعرفوش نتعدّاو في تقاطع طرقات إذا كان ما فمّاش بوليس يعدّينا...

عصافر الزيتون ما تنجّمش تتفاهم معانا، نحنا بلاد متاع عصافر سطح، وما يفهمنا ويعيش مرتاح معانا كان الطّاووس، على خاطرو فشلام ومنفوخ وعصافر السطح تقدّرو وتخاف منّو وتطمع باش تولّي كيفو. أمّا عصافر الزيتون نكرهوها، على خاطر تاكل الزيتون وتوسّخ شارع الحبيب بورقيبة، وخاصّة على خاطرها ترمز لحاجات نسينا طعمها ولونها. هاذاكا علاش زياراتها ما تطوّلش، وفيسع تقلق منّا وتطير.

نخلّيكم مع بعض الكلمات كتبهالكم واحد من عصافر الزيتون اللّي قصدو ربّي وخلاّوهالنا واسعة وعريضة:

خلقت طليقا كطيف النسيم

وحرا كنور الضحى في سمـاه

تغرد كالطير أين اندفعت

وتشدو بما شاء وحي الإلـــه

وتمرح بين ورود الحياة

وتنــعم بالنــــور أنّى تراه

...هيّا ماكم تعرفو البقيّة؟ أنّستو

* porte bonheur