الجنس واليهود

ظاهرلي ما فمّاش عقدة نعانيو منها نحنا العرب كـيما الزوز عقد هاذي: الجنس واليهود! لو كان نلقى طبيب نفساني واحد، ولاّ حتى طبيب روحاني ولاّ دقّازة تفكّلنا هالعقدتين الزوز، نتصوّر مشاكلنا الكلّ تتحلّ في ربع ساعة.

بالنسبة للساكس أخطانا منّو المرّة هاذي، خلّي كيف نعمل مدوّنة للّي عمرهم يفوت الـ18 سنة. خلّينا في اليهود. توّة صحيح اليهود شاخو علينا، فكّولنا البلاد وقتلو العباد، وعندهم توّة قريب خمسين سنة وهوما يعطيو فينا في السطاكة، أما يا خويا زادة ماهوش معقول باش تولّي درجة الكره متاعنا لليهود أكبر حتّى من قدرتنا على التفكير وتخديم المخّ.

اللّي قاعد نلاحظ فيه شخصيّا في البلدان العربية الكلّ هو أنّها الناس مسحورة بكره اليهود، يكرهوهم أكثر ملّي يحبّو رواحهم. ولاّت الحكاية واضحة للناس الكلّ: أيّ واحد يحبّ يربح شعبية الناس - وهنا نتكلّم بالأساس على السياسيين - يقوم يسب في اليهود ويلعن في أمريكا اللّي تساند في اليهود. الناس تصفّق طول، موش كان يبدى الشيطان بيدو هو اللّي يتكلّم. ماعادش يهمّ البرامج السياسية والأفكار والمستقبل متاع البلاد والعباد، المفيد ياقف بوكشطة ويبدى يسب في لي جويف، وقتها تهيج الجماهير وتعمّر راسها وتعمل كيف بالعزة والكرامة متاع عام الحرب: "إيه يرحم والديه، هاي الرجال ولاّ لوّح، سبّ اليهودي سبّ، الله لا تفكّر بيه ولد الحرام!!"

توّة أنا ما قلتش يا ناس حبّو الناس، واليهود أولاد عمّنا وما صار شيء. أما قاعد نقول راهي الأمور ما تجيش بالطريقة هاذي. إسرائيل في الوقت الحالي هي عدو للفلسطينيين بالأساس وللبلدان العربية الأخرى بالتيليكوموند. بلاد عدوانية وإستعمارية وسرطانيّة. أما المشكل حسب رأيي الأكبر من إسرائيل هو التخلّف العربي اللّي منّو فيه زيتو يقليه، يعني لا دخل فيه لإسرائيل ولا لعزرائيل. ماذابيّا كان نهار نشوف العرب تسبّ في الجهل بنفس الحماس اللّي تسبّ بيه اليهود، ماذا بيّا نشوفهم يسبّو الديكتاتورية والفساد المالي والإقتصاد البدائي والفقر والتخلّف العلمي والتكنولوجي والصناعي والسياسي والإجتماعي والثقافي بنفس الحماس اللّي يصفقو بيه لبو كشطة اللّي يسبّ في اليهود والأمريكان. للأسف الشديد، نحنا أمّة العرب - إذا كنّا نمثّلو أمّة من أصلو- نسينا العدو متاعنا الحقيقي وقعدنا عايشين في حروب خسرناها من عام ... الحرب!!