شاهدت منذ حين الحوار إلّي أجراه الطرطزوقي مع قناة "سي آن آن" البارحة (أنظر الفيديو المصاحب)، وهو ما إستوجب منّي إبداء زوز ملاحظات على الأقل، طبعا
إذا تغاضينا عن اللغة الإنقليزيّة الـ"نص لباس" متاع سيادتو:
أوّلا المرزوقي يقول "نعترف بأنّنا لم نتفطّن إلى ما يمكن أن يتسبب فيه
السلفيّون الجهاديّون من تشويه لصورة تونس في الخارج" (يقصد لهنا
"لم نتفطّن إلى أن جاءت حادثة السفارة الأمريكيّة وفيّقتنا على رواحنا
فأصبحنا أخيرا فطنين متفطّنين").. يا سيّدي الرئيس، كيف إنتي ما تعرفش إلّي
عصابات الإرهاب الدولي تضرّ بصورة البلاد وبمصالحها، إي عاد شدّيت دارك وقعدت تشرب
فيها في الكوديا وتكمي بالحمص موش خير؟؟ بجاه ربّي إذا كانت أمور بديهيّة كيما
هاذي تتطلّب منكم حدوث كوارث عظمى باش تتفطّنوا فماذا يمكننا أن ننتظر من قيادتكم
الحكيمة هذه؟ وكيف يا سيّدي تستحقّون أن تمضوا يوما واحدا في مناصبكم إن كنتم كما
تصفون أنفسكم بأنفسكم: عديمو الفطنة، أغبى من الغباء وأجهل من الجهل؟؟
ثانيا يعد الطرطزوقي الصحفيّة الأمريكيّة بـ"دستور علماني" (a secular constitution)، ولهنا طبعا يلزمنا نسألو المرزوقي منين ليه
هالقدرة العجيبة على تحديد مضمون الدستور؟ وهل شاور في هذا السياق عروفاتو في
النهضة وخذى من عندهم إلتزامات في خصوص هالدستور "العلماني اللائكي" (أو
الشلائكي كيما يقولو عروفاته)؟ أكثر
من هذا، هل شاور حتّى ما تبقّى من نوّاب حزب المؤتمر في المجلس التأسيسي وثبّت
معاهم في الموضوع متاع العلمانيّة قبل ما يتكلّم، خاصّة وهم الذين صوّتوا في السّابق ضدّ مقترح
قدّمه المرزوقي في التأسيسي وهو حينها رئيس حزبهم الجالس معهم تحت قبّة المجلس،
فما بالك بما قد يفعلون اليوم وقد باعدت بينهم وبين المرزوقي المسافات وتعدّد
الإنشقاقات؟؟ وبالمناسبة نحب نزيد نسئل المرزوقي: بالله من وقتاش كان سيادتو
"علماني" أو يدافع على العلمانيّة؟ موش في بالنا بيه يحب الهويّة
العربيّة الإسلاميّة وحزبو "ما ينتقدش النهضة على خاطر ما عندوش مشاكل مع
الإسلام"؟؟ ما صحّش يا حزب "المؤتمر" إلّي العلمانيّة هي من مطالب
"الحثالة الفرنكوفونيّة" وإلّي راس العام الميلادي ماهوش من عاداتنا
وتقاليدنا؟ ولا زعمة هالعلمانيّة واللائكيّة إلّي تستعاروا منها في تونس وما
تحبّوش حتّى تذكروها على لسانكم يولّي فيها العسل كيف تولّي من مطالب الأمريكان
وتظهرلكم وقتها باهية ومقبولة وما عادش "شلائكيّة" كيف إلّي طالبوا بيها
جماعة "عنّقني"؟؟؟
كخلاصة المرزوقي تكلّم
في هذا الحوار كيما كل شي إلاّ كرئيس دولة مستقلّة ذات سيادة، فتحدّث أوّلا كأنّه
ضحيّة يلوّج لنفسه في طريقة باش يسلّكها، وتنازل عن كرامته (وبالتالي عن كرامة
التوانسة) لمّا حاول يبرّر عدم توخّي الحزم تجاه المجموعات المتطرّفة العنيفة
بكونه (هو ومن يشاركه الحكم) مناضلين سابقين كانوا ضحايا للقمع وعرفوا السجون
وهذاكة علاش كان من الصعب عليهم أنّهم يحطّوا الناس هاذي في الحبوسات (يا سلام)..
وتكلّم بإنبطاحيّة لا نظير لها، وعمرنا ما شفناها عند حتى رئيس تونسي سابق (على
الأقل في العلن) لمّا جدّد الطلب متاعو لهيلاري كلينتون باش تساعد تونس في مجال
تطوير الأمن والتجهيزات العسكريّة، وكأنّه يتحدّث عن بلد مثل العراق خارج من حرب
ودمار شامل والدولة فيه منعدمة أو في طور النشأة، أو كأنّ الدولة التونسيّة ما
كانتش في السابق قادرة على حفظ الأمن بنفس المعدّات والإمكانيّات إلّي عندها اليوم
(لاحظوا من جهة أخرى أنه رئيس الجمهوريّة التونسي يتوجّه بكلامه وطلباته لوزيرة
الخارجيّة موش لنظيره الرئيس الأمريكي، باش تعرفوا القدر والقيمة إلّي عاملهم
لروحو ولبلادو)، ثمّ تكلّم كيف البهلول باش يقول رانا كنّا راقدين على وذنينا
ونتصرّفوا كيف الذرّي وتوة هانا باش نفيقو ونتصّرفوا كرجال دولة وكمسؤولين (بعد ما
تهردت بالطبيعة).. حتى من ناحية الشكل والحركات، كان المرزوقي عند الإجابة على
الأسئلة إلّي تخص أحداث السفارة مدنكس راسو ومذبّل عينيه، وما حسّيتو كبس روحو
شويّة وتكلّم بحماس وبنبرة الرجل القويّ كان كيف سألتّو الصحفيّة على مسألة
إستقالتو إلّي وعد بيها في صورة عدم تحسّن الوضع في البلاد بعد ستة أشهر.. الحمد لله أنّه على الأقل شدّ روحو وما بداش يرعش عليها ويعيّط "أنا لن أستقيل، أنا لن أستقيل، أنا لن أستقيل!"
Bonté divine، شي يعمل العار!