dimanche, septembre 09, 2012

اغـــرق#



في نفس الليلة التي كان فيها النهضاويون يحشدون الحافلات التابعة للشركات العموميّة لينقلوا بها في الصباح أنصارهم إلى القصبة في جمعة الكبس على نداء تونس والإعلام والطحين للحكومة "الشرعيّة"، كان حوالي 150 شابّا من أبناء الأحياء والطبقات الإجتماعيّة التي واجهت الموت في الشارع خلال أحداث "الثورة" يحشدون أنفسهم على أحد الشواطئ ويستقلّون مركبا كانوا يأملون أن يأخذهم بعيدا عن هذا البلد بما فيه من قرف مستديم وفقر وتعاسة وميزيريا وطحّانة وشرعيّة الهمّ والغمّ والعجز.. كانوا يتركون بلدا فقدوا فيه كلّ أمل ويحلمون بأن يطلع عليهم نهار الغد وهم في عالم آخر يسمح له بالحلم وبالحياة، لكنّ أكثر من خمسين منهم لم يرو حتى فجر اليوم الموالي وانهوا رحلتهم جثثا هامدة في قاع البحر تتناهشها الأسماك..
خلال ذلك الوقت كانت حركة النهضة توزّع الكسكروتات وقوارير المياه المعدنيّة على الحاضرين في مسيرة "#إكبس" وكانت عربات الحماية المدنيّة تؤمّن سلامتهم لعلّ أحدهم يغرق في طحينه أو يشرق بشعار مبتذل يقصف مسيرته النضاليّة وهي في ريعان شبابها، وكان كل من الحبيب اللوز ولطفي زيتون يخطبان في ساحة القصبة عن الإعلام الفاسد والثورة المضادة وينظّران للكيفيّة الأفضل لإقصاء الخصوم السياسيّين وكلّ من يمكن أن يزيحهم لا قدّر الله من السلطة في إنتخابات قادمة لا يعرف تاريخها إلا الله، وكان أنصار "حكومة الثورة" (وأغلبهم من النساء المتحجّبات والكهول) يقاطعونهما بين الجملة والجملة بالتكبير..
يا للقرف!


3 commentaires:

  1. Anonyme2:17 PM

    إنّه زمن الجرذان يا صديقي...

    RépondreSupprimer
  2. الربّ عليك يا بيڨا !!! يا زبّي شيء يقهر راهو يلعن دين ربّ الطحّانة منين هبّو و دبّو!!!! هم سبب مأساة هذه الرّقعة من الأرض و تخلّف شعوبها منذ عهد قرطاجنة... لطال ما كان الصّراع بين الشّعب المقموع المسلوب الحريّة و بين كمشة طحّانة مستميتين في عهرهم الفكريّ و المادي قبل أن يكون صراع مع النّظام و الآلة القمعيّة ... و كل ما يزيد الطحان في طحينه كل ما الحاكم يعفس في المنيّكين و يزيد يفقّرهم ويهمّشهم و يقهرهم.. رسالتي إلى هذه الشريحة المجيّفة : كان انتوما اخترتو تكونوا طحّانة مهما كانت أسبابكم و خلفيّاتها السخيفة.. غيركم ما عندوش الحقّ يختار أي شيء في هذه الدنيا ملّي تولدو طالبين فريش يا زبّي مسيّرين ومش مخيّرين!! يرميو رواحهم للموت فمّاش ما تزهّر معاهم مرّة في حياتهم عارفين رواحهم حيّين ميّتين في بلادهم و مدامكم موجودين فيها أيّتها الجثث المجيّفة التي أكل عنها الدهر وشرب ما عندهمش أمل يحيوا فيها عندهم أمل في الحياة كان عند الڨورّة و السلام.

    RépondreSupprimer
  3. موضوع ممتاز جدا شكرا لكم

    RépondreSupprimer

علـّق وربّي معاك
(مع إحتفاظي بحقي في إزالة كلّ تعليق خارج عن إطار التدوينة أو يحتوي على عبارات بذيئة من قبيل كلام السفاهة والتربريب وذكر الأعضاء التناسليّة في غير إطارها الطبّي أو البيولوجي والتعرّض إلى أعراض الناس والتحريض على العنف المادي والمعنوي، كما تحذف بلا تردّد التعليقات التي تحتوي على إشهار لمواد تجاريّة أو مواقع أخرى وكلّ ما شابه ذلك من التعليقات التي تعبّر على درجة عالية من التجوبير والإنحطاط ويرجع تقييم هذا الأمر وتقديره إلى صاحب المدوّنة يعني سيادتي أنا ابقاني الله ذخرا للمجتمع)