إكتشفت خلال الأسابيع الفارطة أنو الشارع اللي يعرف زورا وبهتانا بـ"ميامي" في ضفاف البحيرة في تونس العاصمة، بدّلولو إسمو بحيث أصبح "شارع الشيخ زايد"، وكان هذا تزامن مع زيارة الوفد الإماراتي اللي باش يبني "مدينة الورود" في مكان سبخة روّاد العافنة.
حاسيلو النهج ماكم تعرفوه، مزيان يعمل الكيف ويمكن من أشبّ الأنهجة في العاصمة، جاو في نهار وليلة نصبو في أولو وآخرو زوز بلايك قد ربّي وعبادو مكتوب عليها كيما قلتلكم "شارع الشيخ زايد"، حاسيلو ردّوه تقول شعبة في الهواء الطلق.
بخلاف الطابع الجمالي اللي فسّدو دين والديه بهاك البلايك الكبيرة (عمري ما شفت بلايك متاع إسم نهج في الكبر هاذاكة)، ظهرلي المزعج أكثر من هذا هو الإنبطاحية والطحين متاع التوانسة، أو بالأحرى البعض منهم، تقول الشيخ زايد جابلنا الإستقلال ولاّ باش يهزنا للجنّة. هو الطحين من النوع هذا كي تجي تشوف استانسنا بيه، أما إلى حد الساعة باقي على المستوى الداخلي، يعني منا فينا وما رانا حدّ، هو صحيح ديما ماسط، أما كيف يولّي اللّحيس على مستوى "انترناسيونال"، يعني عابر للقارات، تولّي أمسط برشة.
في الحقيقة ما عنديش حتى شيئ ضد الإستثمارات الخليجية في بلادنا، بالعكس نراها حاجة باهية برشة وعبارة على هديّة جاتنا من السماء، على الأقلّ خلي نرقّعو الإقتصاد متاعنا، ولكن التوجّه اللي تم الإعلان عليه في الإطار هذا هو أنها تونس باش تولّي "مركز عالمي للتجارة"، موش مركز عالمي للطحين.
الشيخ زايد وإلاّ أي شيخ آخر مرحبا بيه يجي يشري السبخ متاع البلاد الكل كيف ربي عطاه الفلوس، خلّينا على الأقل نكونو أوّل بلاد تبتكر موديل متاع تنمية إقتصادية عبر بيعان القلت (جمع قلتة بثلاثة نقاط على القاف أي المستنقعات)، ويمكن نوصلوا بيه لبعيد إذا وصلنا لصياغة حسابية للموديل هذا، أهوكا وقتها نزيدو نتعرفو في العالم بنظرية "التنمية السبخويّة" للإقتصاد أو "التنمية عبر المستنقعات"، وتكونلنا فائدة كبيرة بقديرة الواحد الأحد.
قلت عاد الشيوخ والفلوس والإستثمارات الخارجية الناس الكل تحبّها، أما باش يخراو علينا بالزوز صوردي متاعهم يا خويا لا، على خاطرهم ماهمش جايين محبّة فينا وإلاّ ساخفين على أهالي روّاد من الناموس اللي كلالهم قلوبهم. يعني الجماعة جاية تحطّ في الباكو ماهوش لسواد أعيننا، ونزيد نذكّر هنا أنها هالإستثمارات هاذي ما تذكرتناش اليوم بالصدفة، ولكن بالأساس على خاطر الدول الغربية اللي كان "بوكشطة آند كو" يستثمروا فيها بدّلت بعد 11 سبتمبر قوانينها وولاّت تفرض في رقابة كبيرة على الأموال الجاية من الشرق الأوسط في إطار مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، وهذا علاش أموال إخواننا العرب ولاّت تقول "آش لزّ حمّة يرقص" وتخيّر البلدان النامية اللي فيها بزايد سباخ. نقول هذا على خاطر برشة ينساو أنو بوكشطة من نهارة اللي خلقو ربي ما يعرفش خلاها وين، يعني ماهوش مازال كيف شدّ "البروموسبور" وإلاّ تذكّر البارح أنو عندو فلوس زايدة على قلبو.
واضح إذن أنو ما فماش علاش باش يولّي شارع "ميامي" (مع أني ما نحبّش التسمية هاذي أصلا) "شارع الشيخ زايد"، إنشالله حتى يشري شط الجريد بكلّو ويزرعو فلفل محشي. سمّيوه شارع "علي الرياحي"، "شارع الهادي الجويني"، إنشالله حتى "شارع سمير لوصيف"، أما بجاه ربّي قيلونا من التبندير والنفاق الزايد، على خاطر الناس، أو بالأحرى بعض الناس، مازال عندها كرامة وماهيش مستعدة باش تبيع البلاد بشوية فلوس وبرشة طحين لا للشيخ زايد ولا للشيخ ناقص.