ليلة الثلاثاء المنصرم (حلوّة برشة المنصرم هاذي ههه) وأنا قاعد نتفرّج على الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يلقي في خطاب هو أشبه بخطبة الجمعة أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة كدت أجزم بأنّ الفرّادي الذي أمامي سوف يكون بدون منازع صاحب جائزة الكشطة الذهبيّة الأسبوعيّة التي أسندها من حين إلى آخر إلى إحدى الشخصيّات المحليّة أو العالميّة التي تتألّق في ميداني البهامة والرجعيّة أو تبرز بنشاطها الخارق للعادة في قطاع المطاحن الوطنيّة.
أحمدي نجاد وقف بصفته رئيس دولة قدّام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة وممثّلي مختلف دول العالم وبدى يحكيلهم على التوحيد والأنبياء والرّسل والجنّة والعالم الآخر، وما ناقص كان باش يشمّر الفيستة متاعو ويزيد يعلّمهم كيفيّة الوضوء وإلاّ كيفاش يصلّيو صلاة الصبح. يعني الراجل عبارة على داعية ديني جاي يهدي في دول وشعوب العالم إلى الطريق السويّ، وهي حاجة تبدو لي قمّة في قلّة الأدب وعدم إحترام معتقدات الشعوب الأخرى، خاصّة كيف واحد يعملها في إطار رسمي متاع علاقات ديبلوماسية وأمم متّحدة.
الأدهى من هذا أنّه بعد خطبة الجمعة متاعو حبّ يأخذ على عاتقه قضايا المعذّبين في الأرض والشعوب المظلومة بما فيها القضيّة الفلسطينيّة، وهو ما خلاّني نشفق على هاك الشعب الفلسطيني المسكين ونزيد نتأكّد أكثر من ذي قبل من أنّها مشكلتو الكبيرة هي في نوعيّة الأغبياء إلّي تكلّموا بإسمو على مدى أكثر من نصف قرن.
هو كي تجي تشوف الواحد ينجّم يقعد باهت ومستغرب كيفاش قضيّة عادلة وناس مظلومين جهار في النهار يقعدو بلاش حلّ طيلة الفترة هاذي ويزيد يقع تصويرهم للعالم على أنّهم مجموعة إرهابيّين مسوفجين يقتلوا في الإسرائيليّين الأبرياء، ولكن كيف تجي للواقع تقول ماهيش حاجة غريبة مادام الناس إلّي تدافع عليهم هي من نوع الكاراكوز أحمدي نجاد وهاك المقجول المرحوم ياسر عرفات والإرهابي السفّاح أيمن الظواهري وجماعته، زيد على هذا كيف تشوف نوعيّة السياسيّين الفلطينيّين في الداخل من نوع هاك الجهلوت الظلاميين متاع حماس من جهة، وكمشة المرتزقة والإنتهازيّين متاع حركة فتح من جهة أخرى (على غرار محمود عبّاس إلّي مسيّب أولاد بلادو ياكل فيهم الفقر والكرتوش والتناحر الداخلي وجاي يعطي في رأيو في آشكون لازم يترشّح للإنتخابات الرئاسيّة متاع جربوعستان !!)، فإنّك في الحالة هاذي تقول ستار ربّي إلّي مازالت فمّا حاجة يسمّيوها شعب فلسطيني في عام 2008.
القائمة متاع الجهلوت والمتعصّبين والفاسدين إلّي تكلّمت بإسم الفلسطينيّين عبر تاريخ القضيّة الفلسطينيّة أطول من إلّي ذكرتهم برشة، وكيف تجي تشوف ما تلقى كان الإنتهازي أو المتعصّب الديني، ما عدى بعض الإستثناءات القليلة واللي قعدت في أغلبها خارج دوائر الفعل السياسي، وهذا في حدّ ذاته يختزل تقريبا العوائق متاع أيّ حياة سياسيّة متطوّرة في بلاد العربان عموما، بما أنّك في البلدان هاذي ما تنجّم تختار كمواطن مسؤول وبكلّ وعي وحريّة إلاّ ما بين السارق الوصولي (أبعث NATTAR في رسالة قصيرة على الرقم 8777) أو الخوانجي الأصولي (أبعث برسالة قصيرة BOUKACHTA على الرقم 8778)، ودليلك ملك !
على كلّ حال قلتلكم أنّي كنت أعتقد بأنّ أحمدي نجاد باش يكون صاحب الكشطة الذهبيّة في التدوينة الصباحيّة لليوم الموالي، ولكن صار ما لم يكن في الحسبان بحيث دوّرت القناة ياخي طحت بالصدفة على قناة الجزيرة إلّي جايبة في نشرتها المغاربيّة سي بهتان مسيّس ولاّ هي برهان بسيّس يحكي على حريّة الصحافة في جربوعستان !!
باش نختصر الحكاية وما نقعدش نعاودلكم في حديث يدرّع الخواطر نقول فقط أنّي نتصوّر أنّه إذا كان عندنا منصب ناقص في المؤسّسات الدستوريّة لجمهوريّة جربوعستان فهو ما يكون كان منصب "بلعوط الجمهوريّة" إلّي بالطبيعة ما ينجّم يتسمّى فيه حتّى حدّ ما دام السيّد بهتان مسيّس هذا على قيد الحياة.
والله الواحد يقعد باهت علاش في كلّ مرّة تبدى قناة الجزيرة عندها حكاية على تونس إلاّ ويطلعلنا فيها سي بهتان مسيّس ويدرّع خواطر إخوانه المواطنين بحكايات مضمونها الكَذب ولغتها الخشب. ياخي ما عندناش مواهب أخرى في عالم التبلعيط أو حتى على الأقل شبّان نحضّروا فيهم باش ياخذو المشعل على السيّد هذا؟ تصوّروا بالله كان نهار من النهارات يبداو فمّا زوز برامج على المباشر في زوز قنوات فضائيّة في نفس الوقت ويحكيو الزوز على السياسة في جربوعستان، كيفاش باش نعملو وقتها وآشكون باش نبعثو للبرنامج الثاني؟ وإلاّ يدوّروها ندوة صحفيّة مع برهان بسيّس "أون ديبلاكس" كيما ماتشوات الكورة؟
خلاصة القول أنّي إضطرّيت في النهاية باش نسند جائزة الكشطة الذهبيّة الأسبوعيّة ولأوّل مرّة إلى شخصين إثنين وهما كلّ من المدعو أحمدي نجاد والمدعو بهتان مسيّس، مع كلّ تمنّياتي للثاني بالفوز بلقب بلعوط الجمهوريّة بصفة رسميّة في أقرب الآجال، خاصّة ونحنا قادمين على إنتخابات والقنوات الفضائيّة باش تتلهى بينا مليح في الأشهر القادمة.
هيّا شاهية طيّبة.