البارح في الليل حطّيت نتفرّج على التلفزة، وقلت ما أحسنش من أنّي نهرب من كلّ حاجة عندها علاقة بالأخبار والمجازر والتفشفيش الفارغ متاع العرب حول موضوع الحرب الدائرة في غزّة. وعلى فكرة حبّيت نقوللكم بين قوسين أنّي باش نحاول ما نحكيش على الموضوع هذا متاع غزّة رغم أنّه موضوع الساعة على أغلب المدوّنات، ونكتفي بالقول في هذا الإطار أنّها الناس الكلّ تحكي والناس الكلّ تفهم والناس الكلّ عندها الحق، وما فمّا كان الموتى غالطين، وهذا مابيناتنا حاجة باهية على خاطر بما أنّهم موتى فما عادش عندهم حتّى الفرصة باش يعبّروا على رأيهم أو يناقشوكم في أفكاركم، وبالتالي إحكيو إلّي يجي على غزّة راهو باش يكون ديما كلامكم صحيح مادامكم ماكمش إنتوما الموتى.
هيا سيدي في خضمّ هالقنابل والدمومات المشترلة والأطفال المفرومة واللحيّ المبرومة، قلت لنفسي الأمّارة بالسّوء: يا ولد الناس ما خيرش من سهريّة على قناة من قنواتنا "الوطّى نيّة" (حقوق البث محفوظة أرابيكا) تعدّي بيها ليلة تحت البطانيّة لا تشوف فيها ليفني ولا هنيّة، وهو ما أدّى بي لتدوين الملاحظات التالية بعد إنقضاء السهريّة:
- أوّل ما لاحظت يا سيدي أنّه ليلة البارح، الإثنين 5 جانفي 2009، وعلى إمتداد الفترة إلّي ما بين الساعة التاسعة والنصف والعاشرة والنصف مساء، كانت قنواتنا الفضائيّة الثلاثة التي لا رابع لها أدامها الله مفخرة للوطن، تبثّ في البرامج التالية في نفس الوقت، شدّ عندك:
قناة حنّبعل: برنامج "سويعة سبور"
v قناة تونس 7: برنامج "الأسبوع الرياضي"
v قناة 21 : برنامج "ملاعب 21"
مع العلم أنّها الثلاثة برامج هاذي تبثّ تقريبا في نفس المحتوى وفي ملخّص لنفس المقابلات!! حاسيلو الواحد كيف يشوف الشيء هذا يقول البلاد هاذي ما فمّاش أختها في الرياضة ونتصوّر كان الصين ولاّ أمريكا يبلغهم الخبر إلاّ ما يجيو للألعاب الأولمبيّة الجاية خايفين يرعشوا من هالتنّين الرياضي الجديد إلّي باش يحصد كلّ الميداليّات وما يخلّي حتى بلاد تتنافس معاه. هاذي القراءة الممكنة الأولى (كيما تقول الأخت ألفة يوسف في كتابها "حيرة مسلمة") للطريقة إلّي تمّت بيها جدولة البرامج في القنوات متاعنا، وهي القراءة إلّي تبشّر بأنّنا شعب رياضي بإمتياز، يتنفّس وياكل ويشرب كورة، كيف ما كان يقول الأستاذ فتحي المولدي في بالمكشوف قبل ما يولّي إسمها بالمرخوف، ولكن فمّا زادة قراءة أخرى للمسألة تقول بأنّ الناس المسؤولة على جدولة البرامج التلفزيّة في البلاد هاذي ناس يا إمّا مرضى أو عندهم بعض أشكال الإختلال أو التخلّف المتطوّرة واللي الطبّ الحديث مازال ما ينجّمش يفسّرها، الله أعلم عاد أما هي القراءة الأقرب للواقع.
- ثاني ملاحظة حبّيت نسوقها (ولو ما بيناتنا عمري ولا ريت واحد في الكيّاس يسوق في ملاحظة) تتعلّق ببرنامج جديد إسمه "بكلّ وضوح"، وهو برنامج ولاّت "تونس سبعة" تجيبه في بداية السهرة ويجي فيه واحد من الوزراء أو أعضاء الحكومة باش يفسّر بعض المعطيات أو الإجراءات الجديدة المتعلّقة خاصّة بالقطاعات الإقتصاديّة، وقد سبق أن تفرّجت في الحلقة إلّي جابوا فيها وزير الماليّة الأسبوع الفارط في حين حلقة البارح جاء فيها وزير التجارة. الحلقة هاذي تتمثّل في حوار بين منشّط الحصّة وبين عضو الحكومة، وهذا في حدّ ذاته قفزة نوعيّة كبيرة بالمقارنة مع ما كان يقع تقديمه من شبه برامج حواريّة يتلمّوا فيها خمسطاش واحد باش بكلّهم يقولوا نفس الكلام.. على الأقل بالطريقة الجديدة الواحد ينجّم يسمع كلام مفيد ومنظّم يعبّروا عليه أصحاب القرار من غير ما يقاطعهم هاك المنشّط "الفقمة" التعيس أو أحد ممثّلي المعارضة الجربوعيّة..
الملاحظ زادة والحقّ يقال هو أنّه كيف يبدى إنسان عنده حدّ أدنى من المستوى (كيف الزوز وزراء إلّي حكيت عليهم) فإنّ اللغة الخشبيّة تقلّ بنسبة كبيرة (ما نقولش ميا بالميا أما فمّا التسعين الثمانين حاصلة)، واللّي يحبّ يسمع ينجّم يعطي وذنو ويفهم آش فمّا وآش ما فمّاش.
الحقيقة نحبّ نشجّع قناة تونس سبعة لأوّل مرّة في حياتي على الطريقة الجديدة في التعامل، ولو شخصيّا نتصوّر أنّ المبادرة في البرنامج هذا كانت مبادرة حكوميّة وليست من القناة بما أنّ الظرف الإقتصادي الصعيب وبوادر الأزمة إلّي بدات تمسّ إقتصادنا الوطني تحتّم على أيّ حكومة أنّها تاخذ موقف "دفاعي" تدافع بيه على خياراتها الإقتصاديّة وتطمئن المؤسّسات على مستقبلها في ظلّ الركود الإقتصادي العالمي.
علاش نشجّعها تقول إنتي؟ على خاطر القناة هي قناة حكوميّة قبل كلّ شيء وبصراحة يبدولي من الغريب أنّه في قناة حكوميّة تتاح الفرصة لكلّ من هبّ ودبّ من الشلايك والقفّافة وضرّابة البندير باش يسمّعونا أصواتهم ويورّيونا خلايقهم في حين الحكومة بيدها، بمعنى أعضاء الحكومة، ما نسمعوهم كان في حالات قليلة يحكيو بعمق في مواضيع تهمّ قطاعاتهم وبصفة دقيقة وتحليليّة. نحبّ نقول بلغة أخرى إذا كان الإعلام الحكومي وشبه الحكومي متاعنا فاشل في أنّه يكون وسيلة تواصل ذات مصداقيّة بين الحكومة والمواطن (وهذا هو الواقع للأسف) فإنّه ما خيرش من أنّها الحكومة تلغي هالوسطاء الإعلاميّين الفاشلين وتكون هي بيدها موجودة أكثر في وسائل الإعلام باش تبلّغ وجهة نظرها بنفسها، وحسب ما نعرف ونلاحظ فإنّ السادة الوزراء متاعنا فيهم برشة ناس الله مصلّي عالنبي على مستوى محترم جدّا ويبلّغوا الفكرة والمعلومة بكلّ سهولة ومنهجيّة وفصاحة (مابيناتنا عندي إعجاب خاص بوزير التنمية سي محمد نوري الجويني تبارك الله عليه راجل يعمل الكيف). بالطبيعة ينجّم كلّ واحد من بعد يناقش المحتوى أو يعترض على الأفكار والتوجّهات، هاذيكا حاجة أخرى، أعطينا الساعة نوصّلوا المعلومة.
هذا من جهة التشجيع والتثمين والتأييد، ولكن وكيما عرفتوني سابقا فإنّي لازم نعمل ضريبات تنديد وشجب وتنديد وتمزبيل (كيما يعملوا العرب الكلّ) فيما يتعلّق بالجوانب إلّي ظهرتلي تاعبة شويّة وتستحقّ المراجعة.
الحاجة السلبيّة الأولى وربّما حتّى الوحيدة إلّي تقفز إلى عين مشاهد البرنامج هذا هي المقدّم أو المنشّط متاع الحصّة، وهو واحد إسمو خالد ما نعرفش شنوّة (هاني مانيش باش نوصفوا لا بفقمة ولا بأيّ حيوان آخر باش ما تقولوش نتمنيك على خليقة ربّي.. بالرغم إلّي عندي رغبة كبيرة باش نسمّيه السنجاب هههه) وهو على حسب ما علمت مؤخّرا صاحب مجلّة إلكترونيّة إسمها "أفريكان ماناجر"، وهذا في الحقيقة شيء يبعث على الإستغراب على خاطر من الواضح جدّا أنّه تاعب برشة وناقص ثقافة (ماهوش عيب ومانيش نسبّ فيه أما هذا هو الواقع، على الأقل في المواضيع متاع الملفّات إلّي طرحها في كلّ مرّة نتفرّج فيه)، خاصّة وأنّه ما يحاولش باش يتدارك العيوب الهيكليّة هاذي بتحضير مسبق ومعمّق للأسئلة والمواضيع إلّي باش يتعرّضلها البرنامج، يعني مثلا كيف باش تسئل وزير التجارة على مسألة "الإغراق" فإنّ أضعف الإيمان هو أنّك تفهم مسبقا آشنوّة معناها هالإغراق إلّي باش تحكيو عليه. على فكرة الفرّادي هذا كان سبق وأنّي لاحظت التعب الشديد متاعه وقت إلّي كانوا يجيبوه ينشّط في الملفّات التلفزيّة بودورو في نفس القناة، حيث كان في كلّ مرّة يطرح سؤال متاع بهامة تقول نجبدو من وسط التلفزة نعطيه دماغ ونرجّعو يكمّل الملف، حاسيلو لازموا الراحة.
من جهة أخرى حبّيت نقول إنشاء الله ما يكونش الظهور المكثّف لأعضاء الحكومة في حوارات تلفزيّة مجرّد ظاهرة ظرفيّة تختفي بزوال شبح الأزمة الإقتصاديّة، كما أنّه من الضروري حسب رأيي التعرّض بنفس الطريقة لملفّات أخرى غير الملفّات الإقتصاديّة البحتة أو الموجّهة بالأساس للمؤسّسة على خاطر عندنا برشة مسائل تستحقّ التوضيح والحوار، وظاهرلي كلّ حوار حول المسائل إلّي تهمّ السياسة الداخليّة لازمو يبدى بالإستماع إلى رأي المسؤولين الأوّلين على الملفّات المعنيّة على خاطر تحبّ ولاّ تكره هوما إلّي عندهم المعلومة موش إنتي.
سؤال بسيط ذو بعد تقني ايتيمولوجي:
RépondreSupprimerالإغراق هو
''Dumping'' ????????
أنا عمري لا حملت "الحوارات" لي فيها كان شخص واحد، تجيني تقول جايبيلنا معلّم ولاّ استاذ يعلّم فينا احنا الجُهال، كان مع الوزير جابوا معارض بالحق مش معارض بلاستيكي و نحّاوا كيلو لوح من حديثهم وقتها تحصل المنفعة الصحيحة..
RépondreSupprimer@ zabrat:
RépondreSupprimerتقتل بالإيتيمولوجيا
إي نعم يا سيدي هذاكة هو الإغراق أما المنشّط يحكي عليه على أساس أنّه "إغراق السوق التونسيّة بالسلعة الجاية من الأسواق الموازية" يعني بومنديل ههههه
كارو كمّل حكى على الإغراق إلي يعملوه كيف يشدو واحد يغرقوه في البحر، هو صرف صرف
@ عياش
يا عياش نحنا مازلنا ما وصناش للمرحلة متاع نقاش الأفكار، نحنا حتى الأفكار ماهيش قاعدة توصل بوضوح وخاصة في المسائل إلي تهم الإقتصاد ولازمها شوية معرفة تقنيّة، وهذا معمول بيه في البلدان المتقدمة الكل أنّه يجي مسؤول يعمل "أنترفيو" راسو راس الصحفي باش يفسر وجهة نظر معيّنة، وهذا في كلّ الحالات ما يغنيش على الحوارات إلّي فيها مواجهة بين وجهة النظر الرسميّة ووجهة النظر المعارضة أو المخالفة، وصدّقني راهو في برشة أمور حتى المعارضة "بالحق" إلّي حكيت عليها تكون ببساطة عاجزة باش تناقش بعمق في مسائل ما عندهاش فيها المعلومة الواضحة وتقعد تتخبّط في الشايح
كان بالحق يحكي على "إغراق السوق التونسيّة بالسلعة الجاية من الأسواق الموازية" فهي حاجة غريبة طرف منشط حصة تلفزية تعنى بالاقتصاد فمابالك من انسان عندو مجلة متاع اقتصاد جملة واللي هي ماهيش دونية بالكل هاني طليت عليها توا.
RépondreSupprimerوالله البارح كنا نحكيو فيه الميضوع انا وازواو...كل واحد عندو شبه معلومات ماخوها فالاغلب من ويكيبديا يولي ثقفوت زمانو كيما اللي قال '' الاقتصاد الامريكي اللي ولا اقرب للاشتراكية منو للليبيرالية'' وهبطها
فالصباح
تمنيت ادام سميث ولا تايلور يقولمولو مالقبر ويدغروه ببوسعادة.
ايا عودة ميمونة يا سي البيغ.
RépondreSupprimerعنا مديدة علي مقالاتك. هاني لبيت الدعوة و جيت نزور اما بطالون اليوم. انا نحييك على طولة بالك و انك قعدت تتفرج ف التلفزة التونسية و تسمع و تتنصت. انا م نوعية البث، و الصورة البالحة نقلب..
و راي شخصي، انو قاعدين يضيعو ف وقت المسؤولين، علي خاطر الشعب يحل تونس بش يتفرج في حلقات فاتتو م المسلسل التركي اللي عملوه عمناول، لتوا ما حفظت اسمو الزهر! و كي يلقاو برامج من نوع صدي المحاكم. اما جماعة المؤسسات ما ضاهرلي كان يستناو بش يشوفو الوزير في التلفزة بش يتطمنو.. عارفين داخلين في حيط داخلين.
والله عندي مديدة وآنا نحب نكتب تعليق في مدونة سي البيغ هكة مسمينك الجماعة وإلا مسمي روحك موش باش نعارضك ولاّ باش نساندك على خاطر إنت تحكي على الصورة ديمة وساعات تغوص أما والله بالحق فنان في التمنييك والتنومير آما والله آنا ديما نعمل جو على مقالاتك .. على كل يعطيك الصحة وانشالله ما نتقابلوش خاطر نخاف تراني طلعلي طليعة ولا حاجة . عجبني ياسر تعليقك على قصة الهاشمي الحامدي والله آنا زادة مدرعتلي خواطري رغم اللي عندي زمان ما شفتوش .وحكاية علماني يجبد على اليمين ياسر طيارة يعطك طارة على راسك يا ولدي افهم راهي البهامة ما يفيد فيها شي تي كلها تجبد ساعات على اليمين وساعات على اليسار وما تبات كان في الوسط . بربي زورني في المدونة متاعي آما بالحرام كان نشوفك قدامي ... حويجة أخرى نحبك تبدلها معفطة برشة وسيب عليك منها فيها قلة حياء وآنا ما نريدلك كان الخير حكاية جربوعستان ( تذكر يوغرطة والكاهنة وابن خلدون والوزير خيرالدين وابن أبي الضياف والطاهر الحداد والحبيب بورقيبة وفرحات حشاد ومحمد الأوسط العياري والشابي وخلينا من الحيين .. هاذوما جرابع أولاد جربوعستان؟ والله عيب عليك يا بيغ يا باهي. ولي عودة . ت السالمي
RépondreSupprimer