mercredi, janvier 19, 2011

كان ياما كان.. جربوعستان


كان يا ما كان، في زمان غير هالزمان، في بعض البلدان اللي تجي بين برّ الوصفان وبرّ الطليان، ملك "جنتلمان" يحكم في العربان، ساعات بالعدل والإحسان، وساعات بالمشطة و"البردكان". وكانت البلاد هاذي يا خلاّن، معروفة بإسم "جربوعستان"، كناية على قدرة أهلها على التجربيع كمنهج في الحياة، وكطريقة للبقاء رغم كلّ الصعوبات وتعدّد الأزمات، بحيث كان شعب جربوعستان يتفطم منذ الطفولة الأولى على التحيّل والترهدين، وتدبير الرأس والتكمبين، وقيل في بعض الروايات عن أبي الكشلاف الأمين، أنّو كان عندهم زادة الطحين وقلّة الدين، والله ربّك أعلم بما خفي علينا وعلى عباده المؤمنين، من أعمال الفاسقين المتجربعين.

وكانت في جربوعستان عادة، قريب تولّي عبادة، تتمثّل في أنّهم كلّ ما يتعدّاو ثلاثين ربيع، يختارو ما بيناتهم واحد من أكثرهم قدرة على التجربيع، ويسمّيوه "الجربوع الكبير"، إلّي يقوم ما بيناتهم مقام الملك أو الأمير، ويقودهم بما عندو من حكمة وتدبير، حسب العادات والمسالك الجربوعيّة لتحقيق الأهداف الجماعيّة.


وكان في جربوعستان في هاك الزمان، كيما قلتلكم من المان، ملك جنتلمان، ولد ناس وماهوش جيعان، كما أنّو كان قاري في برّ الألمان، وعندو شهادة تأهّلو باش يخدم صانع "مكسيان". وكان الملك هذا مدعوم من جبهة نيسان، المتكوّنة من المتجربعين القدامى، إلّي طلعوا للحكم في عهد البهامة، وإلّي لقاو فيه أحسن وسيلة، باش يحافظو على بلايصهم بالتجربيع والحيلة. وكان الملك الجنتلمان، المعروف وقتها بجربوع الجرابع الثاني، خايف على مستقبل البلاد وماهوش هاني، ولكنّو عاجز على الخروج على عرف المتجربعين القدامى في مسالك الحكم والإمامة، وخاصّة بعد ما كبر في العمر وخاف لا يقعدو الجربوعستانيّين من بعدو يتامى. وكان من أسباب المخاوف والتهلويس متاع الجربوع الكبير، أنّو ظهر في هاك العصر مرض خطير في بلدان أخرى ما تبعدش عليه كثير، وهو مرض "التكفير المؤدّي للتفجير"، المعروف عند العلماء بمرض "السالافوجيهاديزم كرونيك"، إلّي لا نفع معاه لا الكيّ ولا "الأنتيبيوتيك". ولمّا خاف الملك من وصول العدوى لحدود جربوعستان، وعرف إلّي الناس إلّي عمّل عليهم باش يعاونوه طلعوا سلعة "أنسيان"، موش مواكبة لتطوّرات الزمان، ومازالو عايشين في عالم تجاوزته الأحداث وأصبح مصيره النسيان، عمل خماسو في سداسو، وخدّم الشحمة إلّي في راسو، وبعد سويعة ولاّ سويعتين، غلبو النوم وبدى يشخر وينين، وجاه في منامو المرحوم جربوعبعل، قائد جيوش جربوعستان في عصورها الذهبيّة والرمز التاريخي الكبير لقوّتها الجربوعيّة. وكان جربوعبعل في هاك الحلم لابس جبّة وكلّو في الأبيض من راسو لكرعيه، وبدى بالصوت ينادي فيه، ويقوللو "يا سي المتجربع، قوم لا تتقربع، والبلاد تتفرقع، ودارك تتقرقع، تقعّد قوم يا رأس اللحم المفروم، لا يطيرولك بالمشموم والبلاد تمشي حرام زقّوم لجربوع بولحية قرّوم يعيّش الشعب المظلوم على نغمة المزموم". عاد تفجع هاك الملك المغبون وبدى يرعش تقول درا آشبيه، وقال للقائد اللي صوتو بدى يبعد عليه: يا جربوعبعل ماني خوك، أعطيني آش نعمل يرحم بوك، راهي البلاد بلادك والناس لليوم يحبّوك، وعاملين عليك مجموعات حوار على "الفايسبوك". فقال جربوعبعل بصوت عالي "خمس مائة وواحد يا بوهالي"، وبدى يردّد في هالكلمة ويعيد حتّى صوتو صار بعيد، ووقتها نزع عليه الجبّة وخرج قلم، ورماها للملك المحتار وقاللّو "شوف ظهر الجبّة يا وجه الهمّ، وكان ما فهمتش هاو النمّ"، وأشار إلى أعضائه التناسليّة، وكانت حسب بعض الروايات ذات قياسات عالميّة. زادت فجعة الملك، وهبط على الجبّة يقلّب فيها كيف المدكّ، فإذا بيه يلقى في ظهر الجبّة قربيطة ورديّة اللون، وأوّل فكرة جات لبالو هي أنّو جربوعبعل طلع لبعيدة ميـ***، هو هكّاكة يقلّب في الجبّة ويلوّج على الإجابة، وإذا بيه صوت ولدو الصغير قوّم في القصر ندّابة، من حينك قام هاك الملك مفجوع، يلعن في النهار إلّي إختاروه فيه أكبر جربوع، وقريب يبكي من شدّة ما أثّرت فيه هاك الحلمة، وبالوقت طلب مستشارو الأوّل في الأحلام وقالّو "إيجاني حاجتي بيك في كلمة". من حينك جاه يجري زعيم المستشارين والعزّامة، ومن حينك حكالو الملك المنامة، وطلب منّو تفسير خالي من البهامة.




فكّر هاك المستشار، ودوّرها في دماغو نصف نهار، ومن بعد قاللو "يا سيدنا لقيتها، وراس سيدنا لقيتها"، فرح الملك وقاللو آش لقيت، راني من الفجعة تهرّيت، قول وعندك سلاطة بلانكيط مع حوتة مشويّة في الزيت خالصة في مطعم "لمفيتريت". قال المستشار "يا سيدنا الغالي خلّيها حوتة جغّالي وكعبة شراب من إلّي يحلالي، راهو القائد جربوعبعل يحبّ يقوللك إنّو الحلّ في الشباب، وهذا ممّا لا غموض فيه ولا إرتياب"، فقال الملك "كيفاش يا سي بو العرّيف، فهّمني لا نقطع عليك الرغيف"، فقال المستشار "يا سيدنا الغالي النفيس، الخمسة مائة وواحد راهي ترمز لسروال الدجين "لوفيس"، وهو لباس شبابي للبنات والعتاريس، يلبسوه في بلادنا وماهوش رخيص، وأمّا بالنسبة للقربيطة الورديّة، راهي ماهيش نقص في الرجوليّة، وإنّما ماركة عالميّة في الملابس الشبابيّة لأبناء الطبقة الجربوعيّة العلويّة، ويقولوها "إيدين بارك"، إلّي ما تتباع كان في البلايص إلّي ما تدورش فيها الأمّارك، وما يقدر عليها كان إلّي يخلص بالدولار والدوتشمارك، هذا تفسيري يا سيدنا يعلّي مقدارك، وإلّي باش تعطيني الله يبارك". فرح الملك وقال "هاذي هي، والحلّ هو في تشريك الشباب في القرارات المصيريّة للدولة الجربوعستانيّة"، هيّا يا شسمك نهبّطو صحيّن كمية إلّي هِيَّ، قبل ما نبداو بالمشروبات الكحوليّة، في إنتظار الخرافة تتواصل في تدوينة جاية، والمدوّن ياخذ نفس ويرتاح قبل ما يكمّل الحكاية.

...يتبع.

ملاحظة: كلّ تشابه بين أحداث وشخصيّات القصّة وأحداث وشخصيّات واقعيّة هو من محض الخيال. لم يتمّ إلحاق الضرر بأيّ جربوع خلال تصوير مشاهد هذه القصّة.

18 commentaires:

  1. enfin trappa, le fameux article "كان ياما كان.. جربوعستان"!!! :)))))))))))))

    RépondreSupprimer
  2. عاشت جربوعستان المناضلة !

    RépondreSupprimer
  3. عالمية أما وقتاش تكمللنا البقية

    كم أنت كبير يا بيج

    RépondreSupprimer
  4. Anonyme10:41 PM

    welcome back!

    RépondreSupprimer
  5. Anonyme1:04 AM

    للتذكير انو ماكان عندك حتى موقف صريح مباشر اثناء الثورة من اجل دعمها او حتى التضامن ..اوراقك تكشفت بيڨا

    RépondreSupprimer
  6. Khmaies Bandi2:19 AM

    بيغ : (ملاحظة عرضية) بالله فسّخ الرابط اللّي يهزّ لعنوان المدونة السابقة متاعي. هاو تلهوثوا عليه ولاد الحلال و ردوني باكستاني رغما عن خشمي ! مع الشكر و أشرقت الأنوار يا سيدي :)

    http://bons-baisers-de-tunisie.blogspot.com/

    RépondreSupprimer
  7. Asma Gharbi6:21 AM

    هولي شيت!! رجعت للتدوين آ طفل؟ هيا مبروك، صحيت واصل و نقص من الكلام الزايد و النجوم راني مديپزيا عليهم البروڢي!!
    هاهي مسموح بالخزعبلات في تعاليق المدونات و إلا مسربسينها هوني؟ هههه بيزو

    RépondreSupprimer
  8. Ikram9:22 AM

    Quel plaisir de te relire BTB...twa7echnék :)))

    RépondreSupprimer
  9. @ anonyme 1:04:
    عندي موقف ضدّ الثورة زادة أما إنتي ما فقتش بيه.. ميسالش ماهو؟
    :)

    RépondreSupprimer
  10. Anonyme9:51 PM

    Welcome baaaaaaaaaaaaaackkk !!!:)))

    RépondreSupprimer
  11. Anonyme11:43 AM

    FARACHA: ya big hahaha raja3tha hedhi loool enfin lol

    RépondreSupprimer
  12. Anonyme4:32 AM

    bellehi 3andkomch fikra 3la les blogeurs el maf9oudine lihom 3amine kima "3ayyech mel marsa" w "marwen lanonyme" w barcha o5rine, kayenni tchèlou fi 3ahd ZABA "el dhaalem" :p..bel7a9 tawa presq 3amine w ena nestanna wa9tech ya3mlou signe de vie w 7atta ba3d el film elli d5alna fih w elli 5wenji kif el ghannouchi ha bougalb w bech yrawwa7 fih l'tounes, tawa w bè9i chay mezelou ma dhohrouch..bellehi li 3andou info ydhawwina 5alli ken lzem no5roj kil cha3b elkol w ntaaleb ena zeda b'ta7rir el 3ayyecha w romouz hal 7araka el mo9adsa :D

    RépondreSupprimer
  13. Anonyme4:38 AM

    bellehi 3andkomch fikra 3la les blogeurs el maf9oudine lihom 3amine kima "3ayyech mel marsa" w "marwen lanonyme" w barcha o5rine, kifelli tchèlou fi 3ahd ZABA "el jabbar" :p..bel7a9 tawa presq 3amine w ena nestanna wa9tech ya3mlou signe de vie w 7atta ba3d el film elli d5alna fih w elli 5wenji kif el ghannouchi ha bougalb w bech yrawwa7 fih l'tounes, tawa w bè9i chay mezelou ma dhohrouch..bellehi li 3andou info ydhawwina 5alli ken lzem no5roj kil cha3b elkol w ntaaleb ena zeda b'ta7rir el 3ayyecha w romouz hal 7araka el mo9adsa :D

    RépondreSupprimer
  14. Anonyme8:20 PM

    excellent BTB, je me suis régalé, un vrai délice tes écrits :)) on attend la suite ;)

    RépondreSupprimer
  15. Anonyme9:58 PM

    excellent BTB, j'adore ske t'écris, un vrai régal, on attend la suite ;)

    RépondreSupprimer
  16. borjouleya .. un chef d'oeuvre !!! wallahi k3adt behet berrasmi !!! BRAVO

    RépondreSupprimer
  17. borjouleya trop fort ... BRAVO ... un chef d'oeuvre.

    RépondreSupprimer
  18. هعهعهععهعهعهعهعهعهعهعهعهههعهعهع

    RépondreSupprimer

علـّق وربّي معاك
(مع إحتفاظي بحقي في إزالة كلّ تعليق خارج عن إطار التدوينة أو يحتوي على عبارات بذيئة من قبيل كلام السفاهة والتربريب وذكر الأعضاء التناسليّة في غير إطارها الطبّي أو البيولوجي والتعرّض إلى أعراض الناس والتحريض على العنف المادي والمعنوي، كما تحذف بلا تردّد التعليقات التي تحتوي على إشهار لمواد تجاريّة أو مواقع أخرى وكلّ ما شابه ذلك من التعليقات التي تعبّر على درجة عالية من التجوبير والإنحطاط ويرجع تقييم هذا الأمر وتقديره إلى صاحب المدوّنة يعني سيادتي أنا ابقاني الله ذخرا للمجتمع)