عندي زوز أو ثلاثة ملاحظات على هذا "التكذيب" (إلّي في الحقيقة ماهوش تكذيب) لما نشرته جريدة "الصباح" هنا من تصريحات محرجة وغير مسؤولة لسي البحري، القيادي في حركة "النهضة".
أوّلا السيّد هذا كان في السابق (ومنذ إكتشفت وجهه الصّبوح بعد 14 جانفي) يقدّم نفسه على أساس أنّه الناطق الرسمي بإسم حركة "النهضة"، واليوم يطلع يقول أنّه ماهوش ناطق رسمي وأنّ الناطق الرسمي هو سيدنا الشّيخ رئيس الحركة.. هذا يعني ضمنيا بأنّه قد يكون قام بتصريحات لا تريدها الحركة أن تنسب لها، وقد يعني ذلك أيضا أنّ صفة الناطق الرسمي سحبت منه بعد التزليطة متاع تنظيم "القاعدة".
ثانيا السيّد هذا لا يكذّب ما جاء ضمن الحوار الصحفي المذكور وإنّما يدين إختيار تلك الفكرة ضمن العنوان ويعتبرها عمليّة يقصد بها التخويف والتشويه. صحيح أنّ صحافتنا الصفراء قد عوّدتنا على عناوين المقالات التي لا علاقة لها بمحتواها بغرض الإثارة وبيع الجرائد ولكن المسألة هنا من الخطورة بحيث لا يمكن أن نكتفي بالحديث عن طريقة عنونة الحوار وإنّما عن محتواه الذي كان واضحا وغير متضارب مع ما جاء بالعنوان. ألم يقرأ هذا الرجل من المقال سوى عنوانه فلا ينكر على صاحبه محتواه أم أنّه يعرف أنّه زلعها فعلا لمّا قال أنّ حركتهم تشترك مع الإخوان وحماس والقاعدة في التوجّهات العامة وأنّهم يحترمون كلّ تلك الحركات؟
ثالثا السيّد يلوم على الصحفي لأنّه إقتطع أجزاء يعتبرها هو مهمّة من الحوار.. وهاذي حاجة عاديّة، الصحفي ماهوش ملزم بأن ينشر كلّ كلمة قلتها، ولكن المفيد هو أن لا يضيف على كلامك كلاما لم تقله وينسبه إليك، وهو ما لم يشر له سي البحري.
رابعا واضح في الفيديو أنّ اللهجة مضطربة وأنّ التركيز لم يكن على تكذيب ونفي التصريحات المنسوبة للبحري وإنّما خاصّة على قوالب جاهزة سئمنا إستعمالها من طرف جماعة النّهضة وغيرهم من نوع "ممارسات بن علي" و"الخوف على الثورة من أعدائها".. هذا طبعا دون أن ينسى صديقنا التركيز على الحملة المنظّمة والمموّلة من الخارج لإستهداف "النهضة" وتشويهها والتي كشفتها جريدة "الفجر" متاع النهضة بيدها (سبحان الله)..
رغم ذلك تبقى جريدة "الصباح" مطالبة بتقديم البرهان والحجّة على صحّة تلك الأقوال لأنّ المسألة خطيرة وهذا "النّصف تكذيب" يمسّ في كلّ الأحوال بمصداقيّتها كوسيلة إعلام عريقة.