الآن، وطالما بدأ ينقشع ضباب ما سمّي بالثورة، وبدات تظهر على مناضلي وأبطال وشرفاء الأمس في كلّ مرّة عورة، وبإعتبار أنّه تقريبا كلّ مرتزق شد تركينة وكلّ جيعان ضرب على قلبو لحمة سمينة، وما قعد كان المواطن إلّي ما عندو والي كيف البارح كيف اليوم عايش لتالي في غبينة والبلاد قزينة حزينة، كان لا بدّ من عودتي للساحة باش في كلّ مرّة نودّ جربوع بتدوينة، ونعرّي ترم بعض القطط السّمينة وحتّى الفئران بعابص الكبّار إلّي لعبوديّتها لأسيادها (القدم والجدد) بقيت أمينة وعَوَّضَتْ بِطَحينٍ طحينا. بحيث ما يبقى في الواد كان حجرو وإلّي ليهم ليهم وإلّي لينا لينا!
نحن بيغا العظيم، لسنا "روح هذا الشعب" كما يقول ذلك الرّجل الفاضل، وإنّما نحن من يقول لهذا الشّعب "روح"، نعود على بركة الله بعد أن إنتهت موضة "المدوّنين" و"صنّاع الثورة الإلكترونيّة"، وما عادش فمّا تقريبا ما يستوجب الطّمع لا في مؤتمرات دوليّة ولا في مدّان الوجوه في البرامج الحواريّة ولا في جوائز تقديريّة على مساهمات وهميّة في إنتفاضة فرشيشيّة تحوّلت بقدرة قادر إلى فتوحات إسلاميّة وكأنّنا كنّا في عهد الجاهليّة.
وكيف لا نعود؟ كيف لا نعود، بعد ما البلاد فرحت وفي بالها إرتاحت من ديكتاتورها المخلوع، ياخي لقات روحها خارج الموضوع، وأصبحت مرتعا لكلّ جربوع، وأعطيت فيها وزارة ومنصب، لكلّ مطرّد من المكتب، وكلّ متسلّق وصولي فشلم على النّاس وإستجعب؟ كيف لا نعود والإعلام إلّي في بالنا باش يولّي حرّ قعد كيما هو خُرْ-طُرْ، مرّة يطحّن ومرّة في نشيد النّضال والحريّة يلحّن وهو في الشلايك متاعو مازال يكرّ؟
طالما هذا هو الحال وهاذي هي التّشكيلة، وطالما الثقافة والإعلام مازالوا يعملوا في تعسيلة، وطالما فايسبوك تشلّك بفضل الصفحات المأجورة العميلة، فإنّها لازم ترجع للمدوّنات الأهميّة إلّي كانت عندها قبل سنوات بصفتها فضاء للثقافة والفكرة البديلة، وبصفتها عموما حريّة فرضناها على الأدمغة العليلة وعلى الخُمّاج ممّن يعشقون الوصاية ويدّعون الفضيلة، وخاصّة لأنّها تبقى لتطييح قدر لكلّ مستجعب عفّاط أفضل وسيلة.
وينكم يا الأقلام الحرّة؟ وفينك يلّي ما تحبّش لبلادك المضرّة؟ تعبتوا ولاّ خوّفوكم، ولاّ رضيتوا بالحشية إلّي حشاوهالكم عن حين غرّة؟ ولاّ بالكشي عجبتكم حكومتكم المستوردة من برّة؟ وينكم يلّي تبّعتوا الإيديولوجيا لين رصّاتلكم مرميّين على جنب كيف صحن اللوبيا ومنبوذين كيف الخمير الحمر في كمبوديا؟ وينكم يلّي زايدتوا علينا ولعبتو فيها أبطال حتّى لين كرّهتونا في المناضلين والنضال، باش في الآخر رصّات واحد جربوع في مجلسكم التأسيسي (إلّي خوّنتونا من أجله) يهدّد فيكم بتقطيع الأوصال؟ فينهم اليوم هاك إلّي كيف كنّا نقولوا من سنين راهي البلاد تواجه في خطر التعصّب الديني والتطرّف، قالو هاذي جوقة الإسلاموفوبيا تخرّف، وإبعد هكّا خلّيني أنا المناضل الإلكتروني الصنديد نتصرّف؟ فينكم اليوم يا عفّاطة يلّي مشيتوا سلاطة، هذا كان ما تحالفتوش مع مشروع حزب المدبيّة والهبّاطة باش تخلطوا على شطر طابع من طبليّة الشكلاطة؟
هيّا خريتوا فيه كيف سكّتوكم وردّوكم في بلادكم براينيّة؟ وسمّاوكم جماعة الميوعة والفرنكوفونيّة، وضحكوا عليكم بعمليّة تحيّل سمّاوها إنتخابات في كنف الشّفافيّة، وهي شطر الأصوات مشريّة والجوامع تعمل في الدعاية الحزبيّة؟ زعمة حاشمين ولاّ خايفين لا يقولوا عليكم ضدّ الشرعيّة؟ زعمة شختوا وتفرهدتوا بالحريّة ولاّ صدّقتوا أنّه إلّي صار يجي حتّى شبه ديمقراطيّة؟ نحن بيغا العظيم يا سيدي ضدّ الشرعيّة وضدّ مجلس الحارزات وما يدور داخله من حوارات خراويّة، وضدّ حكومة الترويكا وأحزاب الكاكاويّة إلّي باعت أصوات النّاس على خاطر حقائب وزاريّة لا عندهم ليها لا الكفاءة ولا البرامج ولا حتّى المظهر اللائق والحدّ الأدنى من المعايير الخلقيّة.. أنا ضدّ الشرعيّة متاع الحشوة العلنيّة، وضدّ الشّعب نفسه كيف يسيّب البهامة ويصوّت للهويّة ضدّ الحريّة، وضدّ الجبورة إلّي في بالهم الثورة تجي بالغورة وضدّ قحاب البورجوازيّة إلّي شعارها إنتي تمرمد وعلى ركايبك إمرد باش أنا نعيش في حريّة، وضدّ الشّباب المنيّك إلّي في بالو فاهم كل شي وهو في مخّو جرانة مشويّة، وضدّ الشيّاب إلّي ساقيهم في القبر وعينيهم على الإنتخابات التشريعيّة والرئاسيّة.. ضدّ زبور أمّكم الكلّ في إنتظار أنّكم تشدّولي من أعضائي التناسليّة، وأعلن بهذه المناسبة عن تعيين نفسي مدوّن عام مختصّ في الطّفارة العشوائيّة، بحيث إلّي باش نشدّو باش إنّيكو رئيسا وحكومة ومعارضةً وشعبا ومنظّمات مدنيّة، مع تركيز خاصّ علّي مازالو يحبّوا يصرفوا من أرصدتهم النّضاليّة، حتّى بعد ما دخلوا في الروج وكلاو راس المال والفوائض ورهنوا ترمهم عند المداينيّة!
نحن هنا.