بشيء من التأخير حبّيت نرجع بسرعة لحكاية مسابقة أفضل المدوّنات التونسيّة والّي كنت في تدوينة سابقة أطلقت إستشارة موسّعة حولها باش نعرف رأي قرّاء المدوّنة في مسألة مشاركتي فيها.
الحقيقة لجوئي للإستشارة وقتها ما كانش بريء، وإلاّ يقول القايل آشبيني كيف شاركت في الدورات السابقة ما طلبت رأي حتّى حدّ؟ في الواقع كان عندي إحساس إلّي المرّة هاذي باش تطلع قرعة، وهو فعلا إلّي صار، على خاطر كيف شفت أنّها الحكاية ولاّت باش تاخذ بعد تجاري وفيها مموّلين وبنوك وشركات من نوع "توبنات" (شوف آشكون باش يجي يعطينا جوايز على التعبير الحرّ عاد، "توبنات"، هههه، وعلاش ما يزيدش يولّي الفاتيكان يموّل مسابقة أحسن الأفلام البورنوغرافيّة؟)، عاد قلتلكم من وقتها شمّيتها قارصة، موش على خاطرني ضدّ أنّها تكون فمّا شركات تتبنّى وتموّل بعض الأحداث مهما كانت طبيعتها باش تعمل لنفسها إشهار، هذا شيء مشروع ومن حقّ كلّ مؤسّسة تعمل لنفسها "الماركيتينغ" إلّي يساعدها، ولكن زادة من جهة أخرى من حقّ المدوّنات التونسيّة إلّي هي موضوع الحدث هذا وإلّي الناس باش تعمل إشهار على ظهرها (والإشهار يعني فلوس في كلّ الحالات سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة) وباش تستغلّ بطريقة أو بأخرى ما أصبحت هالمدوّنات هاذي تضحى به من إنتشار ومتابعة من طرف الشعب الجربوعستاني العظيم.. قلت عاد من حقّ المدوّنين أنّه يقع إحترامهم من طرف الناس إلّي تحب تسترزق على ظهرهم، وأقلّ حاجة في الإطار هذا هي أنّك ما تجيبلناش مموّلين وسبونسورينغ (إلّي نحنا ما طلبناهش) باش من بعد تفرض علينا قواعدك إنتي وتقصي بعض المدوّنات على خاطر سيادتك تخاف على سلامة مؤخّرتك وعلى سلامة مؤخّرة المؤسّسة متاعك والسبونسور متاعك. آش لزّ حمّة يرقص؟ آشكون عيّطلك باش تعمللنا مسابقة كيف إنتي ما تنجّمش تلعب اللعبة متاعنا؟ ثمّ علاش تحبّوا تجيبولنا سبونسور؟ جواعى نحنا؟ بايتين للشرّ؟ فمّا مشكلة كبيرة لاحظتها عند بعض الناس إلّي يخدموا في ميدان الأنترنات وحتى خارجه ساعات وهي أنّهم ما ينجّموش يفهموا أنّ الإنسان ينجّم يعمل حاجات من غير ما يحبّ مقابلها فلوس، أنا مثلا عندي المدوّنة هاذي إلّي هي بكلّ تواضع وموضوعيّة من أكثر العناوين إلّي تزورها الناس في جربوعستان (بعد فايسبوك وغوغل كان صدّقني ربّي ههه)، يقول القايل كيف أنا حاجتي بالإشهار ماني نعمل سبونسور متاعي وحدي ونسترزق ديراكت، لواش تحبّوا تركبوا علينا وتاكلوا في بلاصتنا؟ يا ناس إفهموا: هاذي ماهيش خدمة، كانكم جواعى إيجاو نخلّص عليكم كسكروت ساعة ساعة، أما جيبوها برُجلة على خاطر الريق هذا متاع النهبة بذخامة ما عادش خارج، توّة الماشي هو الغورة والفكّة في وضح النهار وصحّة للّي ينجّم روحو.. شوفوا كان عندكم شكون صحّة أبدان ينجّم يجي يفكّ المدوّنات بصحّتو يهزّها الكلّ والسماح دنيا وآخرة، أما باش تلعبولنا فيها أذكياء وصناعة الذكاء راهي لوغة بيدونة، الناس الكلّ تصنع في الذكاء في جربوعستان وحتى حدّ لا عمل منّو فلوس. النطرة يا ولدي والغورة، بخلاف هذا حكاية فارغة، عليك بالحرقة للطليان، أسمعني راني خوك ننصح فيك.
على كلّ حال الحمد لله أنّهم الزملاء المدوّنين قاموا بالواجب وأكثر، وعلى رأسهم المحارب الصنديد ستيبور العنيد و طارق الكحلاوي إلّي ضرب ديراكت وين الفلوس وغادي الناس الكلّ تحيّرت عليها الوجايع. وبالطبيعة ما ننساوش مجهود الأخت الفاضلة مصير ومساعيها الديبلوماسيّة الدؤوبة لتبيّن الخيط الأبيض من الخيط القزوردي.
بالمناسبة ظاهرلي أبرز ما يمكن أن نستخلصوه به من الحكاية هاذي الكلّ هو قوّة الإشهار المضاد إلّي تنجّم تعملوا المدوّنات للإطاحة بكلّ من توسوس له نفسه الجربوعيّة بأن يجيء في مواجهة مع حريّة وإستقلاليّة رأيها، وهذا قلم يمكن نأخذوا منه برشة عبر خاصّة كيف نشوفوا كيفاش المموّلين رماو المنديل بصفة تكاد تكون آنيّة لمّا ظهرت الدعوة لمقاطعة العلامات إلّي جات باش تموّل المهزلة متاع "البلوغ أواردز".
على كلّ حال وكإجراء مضادّ لظاهرة التوظيف التجاري للمدوّنات كوسيلة للإشهار من طرف بعض مرتزقة الواب، فإنّي قرّرت أنّي أنا زادة باش نتّبع سياسة قطع الأرزاق وتكسير اللعب المنتشرة في جربوعستان، ومن اليوم باش نحلّ ركن في المدوّنة للإشهار بلّوشي، إي نعم يا سيدي، تحبّوا تعملوا إشهار إنشاء الله حتّى للعطريّة إلّي في حومتكم مرحبا، بلاش فلوس، هز شيلا بيلا يا بو العيلة خلّي الزوّالي يعيش، أبعثلي الإشهار وأنا نحطّو لخويا بلاش، تلافز، ياغرت، بشكوتو، يا ولدي هات وآش عليك، لواش تمشي تصرف في فلوسك عند هاك الجواعى متاع الإشهار؟ لهنا عندك بالقليلة يتعدّاو 600 فرطاس كلّ صباح، وبكلّهم تبارك الله بفلوسهم ويصرفوا، إيجا منّا وذوق البنّة، يا ببح يا ببح، فرّح الصغار يا مادام.. خلّينا نشوفوا مرتزقة الواب على آشكون باش يتحيّلوا المرّة الجاية!