mardi, juillet 03, 2012

قضيّة الباسبور الديبلوماسي ومسكينة يا تونس فاش تقاسي


مسلسل "تشليك تونس"، الحلقة 432:

الرداءة أنواع وأشكال، ولكنّ أغلب الظن عندي أنّ هذا المدعو رفيق بوشلاكة وزير خارجيّة "أقوى حكومة في تاريخ تونس" يمثّل أتعس مظاهر تلك الرداءة المعتدّة بغبائها والواثقة من جهلها الراكبة على موجة الثوريّة كما يركب "المرسكي" الكار الصفراء..
السيّد هذا عاطي جواز ديبلوماسي لنسيبو الغنّوشي (الذي للتذكير لا يشغل أيّ منصب رسمي في الديبلوماسيّة التونسيّة ولا في الدّولة) من دون كلّ رؤساء الأحزاب الممثّلة في التأسيسي والغير ممثّلة، ولكن الأسوأ من ذلك هو أنّ "معالي" الوزير لا يستحي من بعد ذلك أن يطلّ على الناس بمثل هذا التبرير التافه السخيف (المصدر موقع راديو موزاييك آف آم) على هذا الفساد الإداري وهذه المحسوبيّة الفاضحة..
خلّيني نحاول نحلّل هذه الرداءة المقرفة في بعض النّقاط وأمري على الله:
- أوّل ما يلاحظ من خلال التسجيل الصوتي الوارد في الرابط أعلاه هو أن بوشلاكة يستعمل المرزوقي كشوليقة باش يمسح فيه هذه المحسوبيّة وهذا الخطأ المهني الفادح، ويقول بأنّ هذا القرار هو "قرار رئاسي" (في حين أنّه لم يصدر في الرائد الرسمي أي قرار من رئيس الجمهورية ينصّ على هذا الإجراء وكلّ ما في الأمر أنّ "الطرطزوقي" بعثولو جوازات سفر لكي يمضيها فأمضاها مثل الحمار الذي لا يقدر حتى على حمل الأسفار).. هذا يعطي فكرة على بلوغ السيّد الرئيس أرقام قياسية عالميّة في درجة التشليك ويجعل من الصعب جدّا أن نفهم عدم إقدامه على الإنتحار إلى ساعة كتابة هذه السطور.
- لو إفترضنا وجود هذا القرار الرئاسي فعلا (رغم أني أشك كما سبق أن قلت في وجود أي أثر له)، بأيّة صفة يمكن تبرير قرار أخرق مثل إعطاء جواز سفر ديبلوماسي لرؤساء الأحزاب الممثلة في التأسيسي؟؟ ياخي رئيس الحزب كيف يخرج من تونس هو في مهمّة رسميّة تمثّل الدولة التونسيّة في شيء؟؟؟ ياخي النشاط الحزبي وظيفة من وظائف الدولة؟؟ ثمّ علاش رؤساء الأحزاب الممثّلة في التأسيسي دون غيرها من الأحزاب؟؟ وعلاش لا يتمّ نشر هذا القرار في الرائد الرسمي ولا الإعلام به؟؟ وعلاش ما يعلم بيه بالصدفة إلاّ راشد الخريجي صهر بوشلاكة من دون خلق الله أجمعين؟؟ ياخي هاذي دولة ولا كوري ورثتوه على والديكم؟؟
- يقول البوشلاكة أنّه هناك "مسطرة عامّة" تمّ تطبيقها (إي نعم مسطرة، قعدت نسمع ونعاود باش نتأكّد لكنّه فعلا قال "مسطرة") وتقتضي أن كل رؤساء الأحزاب الممثلة في التأسيسي ياخذو جوازات سفر ديبلوماسية.. وقد كرّر كلمة الـ"مسطرة العامّة" مرّتين في هذا التسجيل الصوتي.. باهي، لهنا نحب نفهم إذا كان فما مواطن يفهم خير منّي شويّة في القانون آشنيّة هاذي "المسطرة العامّة"؟؟؟ هل نص التنظيم المؤقت للسلط على "مساطر" وأنا ما فيباليش؟ هل هي قوانين؟ هل هي معاهدات دوليّة؟ هل هي أوامر؟ هل هي قرارات جمهوريّة؟ هل هي قرارات وزاريّة؟ هل هي مناشير؟؟ ياخي هذا وزير ولا مكتباجي جاي يبرّر في قراراتو بالمساطر؟؟ منين جبتوه هالفرّادي يا ولدي؟؟
- يقول سي بوشلاكة في النهاية: "راشد الغنوشي عندو جواز سفر ديبلوماسي، so what?، الكثير من الشخصيات العامة عندها جوازات ديبلوماسية"... طيّب سي العبقري متاع مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجيّة، في نفس السياق تعمل مزيّة من هنا جمعة أخرى تحضّرلي جواز ديبلوماسي لفاطمة بوساحة ولمختار التليلي ولطفي بوشناق وعبد الحميد الهرقال.. so what? آشبيهم ماهمش شخصيّات عامّة هوما زادة؟؟؟
يبقى الإستنتاج في النهاية واضحا وضوح الشمس للعيان: هذا الرديء التعيس (وما أكثر أمثاله داخل السلطة الترويكيّة الحاكمة) لم يكن أبدا ليصبح وزيرا للخارجيّة ولا حتّى كاهية مدير في وزارة الخارجيّة لو لم يكن زوج بنت المرشد الأعلى لحركة النهضة ورئيسها بكلّ ديمقراطية منذ قرابة ثلاثين سنة، والذي أصبح اليوم يمارس خطّة المرشد الأعلى للحكومة بصفة غير رسميّة عبر رئيس الحكومة، فبحيث رضي الله عنه وعن هذا الشعب السّاذج الذي صوّت لهؤلاء الذين "يعرفوا ربّي"، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالصلاة قدّام عدسات التصوير، أمّا خلف الأبواب المغلقة فما يعرفوا كان بعضهم، تقولش secte طيّحنا بيها ربّي والعياذ بالله!