samedi, octobre 22, 2011

يوم الصّمت الإنتخابي



المقابلة باش تدور في مناخ ضبابي والحكم متاعها ينجّم يكون نزيه ولكنّه عايب ويعكّز ويخاف من الملاعبيّة ومن الجمهور إلّي بطبيعتو ما يفهمش في الكورة.
فمّا من جهة المدارج الشرقيّة فريق يلبس عموما نفس الزيّ ويلعب بنفس الألوان وباش يدافع على نفس الشّباك وباش يسجّل في نفس المرمى، وهو يعرف أنّ المقابلة مصيريّة ومستعدّ باش يلعب خلافا للقواعد وكان لزم بالطاكلوات في القرجومة وإستعان بأكبر المستشهرين إلّي يصرفوا عليه بلا حساب ويدعموا فيه بوسائل الإعلام المأجورة وكلّ هذا بمباركة وتزكية الفيفا..
في الجهة الأخرى من الملعب فمّا 11 لاعب ماهمش خايبين، ولكن كلّ واحد منهم يلعب بمريول من لون، وكلّ واحد يحبّ يمركي هو الأهداف الكلّ، مرّة في الشبكة هاذي ومرّة في الشبكة الأخرى، وحتى حدّ فيهم ما يحبّ يعدّي الكورة للآخر ولا يلعب مع صاحبو، آش خلاّهم كلّ دقيقتين واحد منهم يهبط يضرب صاحبو بطاكل ولا ينزل عليه بمرفق ولا يمشي يشكي بيه للحكم باش يفكّ الكورة ويجري بيها زوز ميترو قبل ما يزيد هو بيدو يتكبّ..
الماتش ماسط على خاطر الملاعبيّة في الجهتين غفّاصة، والأغلبيّة متاع الجمهور كرهوا رواحهم وخرجوا من الستاد بعد ما سبّوا لربيتر و عطاو فقّوسة للجانبين.. في مثل هذه الظروف السؤال الحقيقي ماهوش شكون باش يربح، وإنّما الواحد فاش مازال قاعد يعمل في المدارج، خاصّة وأنّ الفائز باش يهزّ بطولة دوري الفقر والميزيريا بضبّوط القردة؟

dimanche, octobre 16, 2011

!! ﭬــــرﭬــــب



حدّث إبن البيغا قال: إنّ المرء ليعيش أحيانا من المشاهد التي تتشكّل بصفة عفويّة في حياته اليوميّة ما قد يغنيه عن عشرات الدروس النظريّة في فهم دواليب هذه الدنيا وحقائقها الخفيّة. قيل وكيف ذلك؟ فقال أسمعني ووسّع بالك: كان أخوكم إبن البيغا متعدّي من قدّام أحد مساجد العاصمة التونسيّة، وكان الوقت وقت صلاة، والعباد في القايلة خارجة من الجامع أفرادا ومجموعات، اللهم صلّي عالنبي، ما تسمع كان "السلام عليكم"، "جزاكم الله كلّ خير"، "ها وخي عندكشي ثلاثين دينار نشري بيهم ربع خبزة على رحمة الوالدين راني جيعان" وغير ذلك من مكارم الأخلاق وجميل العبارات.. وكان فمّا قدّام الجامع زوز شبّان منهم واحد في العشرينات، فارش تحت الحيط إلّي بجنب باب الجامع "باش" بلاستيك ويبيع عليه في بعض روائع الكتب الصفراء التي يفترض أن تكون كتبا دينيّة إلى جانب بعض كتب الطب البديل والشغوذة والتدجيل إلّي تداوي السيدا والسرطان بزيت الخروع والكليل. وكان صاحب هذه المكتبة المتنقّلة والحق يقال عامل لنفسه قاوق من حيث الهندام يتلاءم مع نشاطه التجاري، بحيث كان يتوفّر على كلّ أكسسوارات التقوى موديل صيف 2011، من عرّاقيّة ولحية، وقميص معتّر تحته سروال معتّر تحته سبادري يحمل علامة أمريكيّة إمبرياليّة لعينة. ولكن والحقّ يقال وبحكم خلطتي في الكوازي فإنّي عرفت من وجه الأخ ومن أوّل نظرة أنّه حاشاكم سلعة زبالة، وأن غزرة عينيه هي متاع فصالة، من أولئك الذين إقتحموا حديثا ميدان التوبة والتقوى والإيمان، ولئن كان لا يعلم ما في الصّدور إلاّ العزيز الرحمان.
أما الشاب الثاني فكان وليّد صغير متاع 13 ولا 14 سنة، يقشّر في هندي تالة ويبيع فيه بالحارة للوكّالة، عريان ما عدى من سروال هو أقرب للخرقة، لا تعرفه أزرﭪ "دوريجين" ولا مصهود بشمس القايلة الزرقاء، وكان باين من عينيه أنّه على صغر سنّه مسمام شرّاني، ما خلّى شي على صديقه "المكتباجي" صاحب اللوك الأفغاني. الطفل هذا كان يخدم على برويطة من هاك النوع إلي تسبّب إلى حدّ الآن في سقوط ثلاثة أنظمة عربيّة، في إنتظار الساعة السعيدة إلّي يسقطوا فيها البقيّة، يقول القايل الزوز مواطنين وباعة متجوّلين، زواولة ياكلوا في خبزتهم بالحلال وربّي يعينهم ويعيننا أجمعين.
المشكل أنّ النهج كان ضيّق شأنه شأن التروتوار، وزادت على ما بيه الكراهب الواقفة على اليمين وعلى اليسار، وما كان فمّا بين السيّارات إلاّ مكان واحد بجنب باب الجامع نصب فيه صديقنا الأوّل مكتبته المتنقّلة، في حين الطفل متاع الهندي ما لقى حتى بلاصة وين يحطّ هاك البرويطة المثقّلة، ياخي جابها لهاك الموقع الإستراتيجي بجنب الباب، يعني بالضبط قدّام "الباش/المكتبة" متاع سي الشباب، ممّا حجب هاك الكنوز المعرفيّة والأدبيّة والفقهيّة عن عموم المارّة، وكاد يؤدّي بالحكاية إلى نهاية غير سارّة.
من غير ما نطوّل عليكم خونا "المكتباجي" طبعا ما ساعدتّوش الحالة، ولسرعان ما إنهارت علامات التقوى بعد أن غلب عليه طبع الخَليقة القديم والفصالة (وما بالطبع لا يتغيّر)، فما كان منه إلاّ أن قام شرى عركة لهاك الغشّير، وطلب منه باش يهزّ البرويطة لبلاصة أخرى ويطير، لكن الطفل كيما سبق وقلتلكم كان فرخ شرّاني قبيح ومسمام، لا خاف من اللحية ولا من القميص ولا قدّر مظاهر الإلتزام، ولا كان مستعدّ باش يتنازل عن الموقع الإستراتيجي لا لبيّاع الكتب ولا حتى لصاحب جائزة نوبل للأدب، خاصّة وهو صاحب البرويطة العجيبة المضادّة للديكتاتوريّة رمز الكرامة والثورة الشبابيّة، فهل كان ليخضع لمثل تلك الغورة على محلّه التّجاري على منهج ومنوال الطرابلسيّة؟
الحاصل الحكاية شويّة لا تطوّرت لعركة حقيقيّة، خاصّة في ظل ثبات الصبيّ على مواقفه المبدئيّة، وهو ما إستدعى تدخّل بعض المصلّين بالحسنى لحماية الغشّير بائع هندي تالة، من طريحة كان لن يفلت منها لا محالة. وقد كان عند صاحبنا المكتباجي الأحمق، من الرقعة وصحّة العين الشيء الكثير في تبرير تسوفيجه الأخرق، بما أنّه إدّعى وحسب منطق عجيب أنّه أحقّ منه بهاك البلاصة بما أنّه يبيع في كتب الدّين، خاصّة وأن المكان هو الرصيف متاع بيت رب العالمين، وآش جاب تجارة الكتب (ولو كانت صفراء) إلّي تبيّن للمؤمنين الحرام والحلال، لتجارة ذلك الصبيّ بائع الغلال، والتي تبقى من الأمور الدنيويّة الحقيرة مقارنة بتجارة صديقنا صاحب المكتبة الهُمام، الذي يكون والحال تلك أجدر من زميله الصغير بإستغلال ذلك الجزء من الطريق العام، وإختيار موقعه الإستراتيجي في وسط ذلك الزحام.
قال أحدهم: والله يا إبن البيغا لقد سمعنا حكايتك الطويلة، فلا وجدنا فيها حكمة ولا حتى ضحكة بديلة، فهل هي حكاية حولة أم أنّها مزحة ثقيلة؟ فقال: اسكت يا إبن العميلة، إنّما ذلك هو عقلك عشّشت فيه الرتّيلة.. هلاّ نظرت إلى الساحة السياسيّة وقلت لي ماذا تفعل الأحزاب الدينيّة عندما تستعمل الدّين في تحقيق أغراض دنيويّة، وقلّي شنوّة الفرق بين إلّي يستعمل كلام ربّي باش يفكّ بلاصة للنصبة متاعو على حرف الكيّاس وبين إلّي يستعملو للدّعاية الحزبيّة باش يفكّ بعض المواقع القياديّة والمقاعد البرلمانيّة؟ فقال أحدهم: والله إنّ ذلك لعَيْن الصواب، وإنّ صمود بائع الهندي لمثال يحتذى به لكلّ الشباب، فقال إبن البيغا: فليكن موعدنا يوم السبت القادم مع المغرب، وتذكّروا أنّ هذه بلادكم وأنّ لكلّ واحد منكم فيها حصّة ونصيب ومأرب، وأنّه لا عاد تنفعكم لا الحرقة للطليان ولا الهجرة ليثرب، وليكن شعار صمودكم أمام غدر الزّمان وضيق الآفاق وكثرة النفاق ما ردّده ذلك البطل الصبيّ الأزرﭪ المسمام: ﭬرﭬب، ﭬرﭬب، ﭬرﭬـب!

lundi, octobre 10, 2011

الـ"برسيـبوليس" السياسي



يلّي مقطوع عليك الماء والعظم والحليب، تفرّجت في لقطة من فيلم وهبطت تسيّب في التجوعيب، يلّي لا عندك لا مستقبل ولا خدمة، ولكن  على خاطر في بلاصة مخّك عندك ترمة، تعتقد أنها مشكلتك في الحياة هي تسكير قناة نسمة ، يلّي عمرك ما عشت الحريّة ولا إخترت في حياتك رئيس، وكيف جات الحريّة عملتلنا لحية وقميص، ونصّبت روحك على غيرك قاضي وبوليس.
يلّي دولتك ماهيش مبنيّة، ومؤسساتك ورثة دونيّة، وعامل مجهودك باش  تحارب الماسونية والمنظّمات السريّة والقناة الصهيونيّة، وتعتبر أنّ الإحتجاج على الكوميك هو الأولويّة.
يلّي طول حياتك تاكل في الكفوف، وعمرك فوق الثلاثين وباقي تطلب من عند بوك في المصروف، واليوم تحب تجيبهالنا هيئة نهي عن المنكر والأمر بالمعروف، حتى بعد ما تبيّن بالمكشوف أنّك أذكى شويّة من الخروف. 
يلّي قرايتك ما تخدّمكش صانع ميكانيك، وتحبّ تنظّر في الفلسفة والفنّ والدّين و البوليتيك، جاوبني برحمة والديك، زعمة الفيلم الإيراني ولا إنتي إلّي بالرّسمي كوميك؟؟

mercredi, mai 18, 2011

على خلفيّة أحداث الرّوحيّة

سكتتوا وطفّيتو الضو لمّا سكّروا الكارطي وبعض الحانات، وكيف كيف عملتو لمّا إعتداو على الفنّانين وبعض النساء، وكيف كيف عملتو لمّا إغتصبوا منابر الجوامع وردّوها منابر للسياسة والتكفير والترحّم على بن لادن، وكيف كيف عملتو لمّا تظاهروا قدّام المسرح البلدي وجبدوا السيوفة وحوّلوا وسط البلاد إلى قندهار، وكيف قلنا راهو الخطر جاي قلتو فزّاعة، وكيف قلنا ناخذوا حذرنا قلتو هاذي ماهيش قضايا أساسيّة في المجتمع التونسي.. ظاهرلي اليوم تنجّموا تعذروني كيف نقول تفيه على دين والديكم واحد واحد

jeudi, mai 12, 2011

العدوّ رقم واحد للثورة: جرذان فايسبوك


الحق متاع ربّي مانيش من المغرومين بالدّفاع عن البوليسيّة خاصّة وأنّي تولدت في حومة يعلّمونا فيها من نعومة أظافرنا أنّنا نكرهو الحنوشة، كيما نتصوّر أنّهم في المقابل يعلّموا البوليسيّة في أوّل الدّروس متاعهم بالمدرسة العليا لتكوين الحنوشة أنّهم يكرهوا أولاد الحوم إلّي كيما حومتنا ويتعاملو معاهم على أساس أنّهم مجرمون حتى تثبت براءتهم، لكن رغم كلّ هذا فإنّ كلمة الحقّ لا بدّ منها والسّاكت على التجوبير هو جبري أخرس.

فمّا بعض الحثالات على فايسبوك قاعدة تحرّض على تشعيل النار وماهيش قابلة أنّ البلاد تهدى وتريض وتسير على الطريق السويّ نحو الإصلاح ونحو بناء دولة القانون على أسس صحيحة. من بين هذه الرّهوط فمّا واحد مسمّي نفسه على فايسبوك "تونسي حرّ" (ولو هو أقرب ما يكون للجربوع الحرّ) مهبّط صورة متاع واحد راقد في السبيطار وماكل طريحة هايلة ويدّعي أنّه مواطن تونسي إسمو فهمي بن محمد همادي (أنظر الصورة أسفله)

في حين أنّ الصورة مأخوذة من موقع الصحيفة الأمريكيّة USA Today (أنظر للرابط هنا) وهي تتعلّق فعلا بضحيّة للعنف البوليسي ولكن الضحيّة في الحالة هاذي هو مواطن أمريكي إسمو "فرانك جود" من سكّان مدينة ميلووكي كما يبدو في الصورة الأصليّة أسفله.




هذا طبعا لا يعني أنّ بوليسيّتنا حاجة نوّار ما كيفهاش، ولكن كيف نشوف النّاس تستعمل في مثل هذه الأساليب لأغراض سياسيّة وتحبّ تألّب الرأي العام بالكذب والبلّوط على الحكومة الإنتقاليّة إلّي كان سهّل ربّي باش تشدّ الثنيّة بعد شهرين من زمان، وقتها نزيد نتأكّد أنّه راجل ولد خير وبلدي وشعره أصفر وعينيه زرق (أخرالو فيه) وولد عائلة وما عندوش أطماع في مستقبل سياسي يستحقّ منّي الثقة ألف مرّة أكثر من كمشة جرابع خمّاج إنتهازيّين وصوليّين متسلّقين كذّابة موتى بالشرّ وقاتلتهم الطّمعة في نصيب من الكعكة إلّي خلاّتها عصابة بن علي وحزبه المنحلّ، ومستعدّين باش يستعملو كلّ الوسائل القذرة باش يتلاعبوا بالرأي العام ويهزّو البلاد للهاوية. تفييييه على هذه الجرابع جربوع جربوع وعلى صفحات الفايسبوك إلّي تنشر في الأكاذيب والفتنة صفحة صفحة، وإنشالله الشّعب التونسي يمشي للإنتخابات إلّي باش يعبّر فيها عن رأيه في ظروف عاديّة شماتة في الطحّانة وإنشالله تونس تعيش حرّة ديمقراطيّة حداثيّة ليبراليّة معتدلة وليذهب متطرّفوا الخوامجيّة والشيوعيّة للجحيم.


mardi, mai 10, 2011

شماتة في الطحّانة وكشفا للمنـزلقات في شأن رفع الحصانة عن سي فرحات


رغم أنّي على المستوى الشّخصي أتعاطف مع وزير الداخليّة السّابق فرحات الرّاجحي وأتمنّى أن لا يقع الزّج به في السّجن (نتصوّر خطيّة وسرصي فيه البركة نظرا للظّروف والملابسات)، خاصّة وأنّ الصحفيّين أولاد الحرام "حصّلوه" ونصبوا له كمين، ممّا خلاّه يقول أشياء ما كان ليقولها لو عرف أنّ الفيديو باش يهبط للعموم، إلاّ أنّي نقعد باهت في عقليّة "بالروح بالدّم نفديك يا فلان" إلّي ما حبّتش تتنحّى من شعبنا المتربّي على الطّحين كما يظهر في الفيديو أعلاه..

بغض النّظر عن كلّ شيء الراجحي أثبت من خلال الفيديو إلّي عمل الضجّة هاذي الكلّ أنّه عديم الكفاءة كوزير، فعلاوة عن أنّه "خفيف" وما يعرفش يوزن كلامه ويقدّر أنّ لكلّ مقام مقال وأنّ الحديث إلّي تحكيه مع المقرّبين ليك ما يتحكاش مع صحفيّين تقابلهم لأوّل مرّة في حياتك، علاوة على هذا ظهر الراجحي غير مطّلع على ملفّات هامّة في وزارته، مثلا ومن أبسط الأشياء أنّه ما يعرفش حتى السبب الحقيقي لرفض الترخيص لحزب التحرير، وكيف سئلوه فسّر رفض الترخيص بأنّ هذا الحزب "يتبنّى العنف" في حين أنّ هذا غير صحيح وأنّ الرفض كان على أساس مخالفة حزب التحرير لقانون الأحزاب فيما يخصّ عدم إلتزامه بمبادئ الجمهوريّة وبالنظام الديموقراطي.. يعني إذا كان أنا، المواطن البسيط، نعرف المعلومة هاذي ووزير الداخليّة السّابق إلّي خذى القرار ما يعرفش علاش وكيفاش إتّخذه فعلى الدّنيا السّلام !

ما عدى ذلك ظهر أنّ الرّاجحي في الحوار مع الصّحفيين يحبّ يجاوب على كلّ سؤال بفصل قانوني من المجلّة إلّي بين يديه، وكأنّه يعتبر تسيير وزارة الدّاخليّة مثله مثل تسيير قضيّة في المحكمة.. هذا بالفرنسيّة يتسمّى "ديفورماسيون بروفيسيونال"، وهذا يؤكّد أنّ القاضي يبقى قاضي والوزير وزير والأستاذ أستاذ والحوّات حوّات، يعني إلّي ليك ليك وإلّي خاطيك خاطيك.. وقد أصاب الباجي لمّا قال أنّ الراجحي ما يجيش رجل دولة.. يجي راجل طيّب، راجل ناس ملاح، راجل دافي، أما رجل دولة يبطى شويّة.

نجي أخيرا لموضوع تشبّث به المتضامنون مع الراجحي والرافضون لرفع الحصانة عنه ومحاكمته، بما في ذلك المحامون والقضاة وغيرهم ممّن تشبّث بأنّ المجلس الأعلى للقضاء في شكله الحالي هو غير شرعي وبالتالي ما يحقّ له أن يرفع الحصانة عن الرّاجحي.. طيّب هذا كلام معقول، المجلس غير شرعي، ولكن في إنتظار أن يصبح لدينا مجلس أعلى شرعي، وفي صورة ما قرّر واحد من القضاة أنّه يجبد سيف ولاّ مقرون ويبدى يقتّل في الأرواح مثلاً، أو أن يلبسه جنّ أو يصيبه مسّ من الجنون ويدخل ويخرج في الحلّة ويقرّر أن يخرج عريان زنط في الكيّاس.. آش نعملو؟ نقولو خلّيه يدور عريان بحصانتو القضائيّة ما يمسّو حدّ في إنتظار يولّي فمّا مجلس أعلى للقضاء عندو شرعيّة؟ هل يكون السادة القضاة أسعد بإستقلاليّتهم وحصانتهم وبهيبة القضاء في مثل هذه الصّورة؟ وهل تعني الحصانة أنّ القاضي سوف يصبح فوق القانون؟ وهل بمثل هذه الحصانة المطلقة سوف يمكن محاسبة عشرات القضاة الذين إحترفوا الفساد والرشوة طيلة عقود خلت؟ كلّها أسئلة أطرحها لعلّها تجد من مجيب، ولكن يبقى التمجيد للأشخاص والزّعامات المضرّحة من المظاهر السلبيّة إلّي ما حبّيناش نتخلّصوا منها، كما يبدو إستفحال عقليّة "الكوربوراتيزم" أو التضامن الأعمى داخل الأسلاك المهنيّة حتى لو كان ذلك على حساب القانون (القضاة متضامنين مع القضاة، حرّاس السجون مع حرّاس السجون، الأمن مع الأمن، والزبّال مع الزبّال) ظواهر سلبيّة وتعبّر عن عقليّات متخلّفة لا تختلف كثيرا عن العقليّات العروشيّة أوالقبليّة، ولو أنّ هذا التّشبيه ليس بعيدا جدّا عن الواقع لمّا تعرف كما أعرف يا عزيزي القارئ أنّ شطر قضاة تونس (أو على الأقل نسبة محترمة منهم) دخّلوا أولادهم قضاة من خلال مناظرات وطنيّة تقتل بالشّفافيّة، تماما كما ورّث عديد المحامين والحوّاتة دكاكينهم لذريّتهم لتكون خير خلف لخير سلف، وكما قالوا ناس بكري (هاك الهموم الجامدة متاع الديموقراطيّة) "صنعة بوه لا يعايروه".. قلت إذن أنّ هذا التضامن ما يكون باهي كان كيف يبدى في إطار إحترام القانون وتغليب المصلحة العامّة والمجموعة الوطنيّة على مصلحة المجموعة المصغّرة، خاصّة وأنّ المواطن العيّاش ماهو لاقي حتى حدّ يضرب عليه على الطاولة ويتضامن معاه وما شاف من أشباه المسؤولين والقانونجيّة كان الفمّ الحارك والـ** البارك !

samedi, avril 23, 2011

ساندتو صخر الماطري باش تحشموا ببن لادن؟


عندي زوز أو ثلاثة ملاحظات على هذا "التكذيب" (إلّي في الحقيقة ماهوش تكذيب) لما نشرته جريدة "الصباح" هنا من تصريحات محرجة وغير مسؤولة لسي البحري، القيادي في حركة "النهضة".

أوّلا السيّد هذا كان في السابق (ومنذ إكتشفت وجهه الصّبوح بعد 14 جانفي) يقدّم نفسه على أساس أنّه الناطق الرسمي بإسم حركة "النهضة"، واليوم يطلع يقول أنّه ماهوش ناطق رسمي وأنّ الناطق الرسمي هو سيدنا الشّيخ رئيس الحركة.. هذا يعني ضمنيا بأنّه قد يكون قام بتصريحات لا تريدها الحركة أن تنسب لها، وقد يعني ذلك أيضا أنّ صفة الناطق الرسمي سحبت منه بعد التزليطة متاع تنظيم "القاعدة".

ثانيا السيّد هذا لا يكذّب ما جاء ضمن الحوار الصحفي المذكور وإنّما يدين إختيار تلك الفكرة ضمن العنوان ويعتبرها عمليّة يقصد بها التخويف والتشويه. صحيح أنّ صحافتنا الصفراء قد عوّدتنا على عناوين المقالات التي لا علاقة لها بمحتواها بغرض الإثارة وبيع الجرائد ولكن المسألة هنا من الخطورة بحيث لا يمكن أن نكتفي بالحديث عن طريقة عنونة الحوار وإنّما عن محتواه الذي كان واضحا وغير متضارب مع ما جاء بالعنوان. ألم يقرأ هذا الرجل من المقال سوى عنوانه فلا ينكر على صاحبه محتواه أم أنّه يعرف أنّه زلعها فعلا لمّا قال أنّ حركتهم تشترك مع الإخوان وحماس والقاعدة في التوجّهات العامة وأنّهم يحترمون كلّ تلك الحركات؟

ثالثا السيّد يلوم على الصحفي لأنّه إقتطع أجزاء يعتبرها هو مهمّة من الحوار.. وهاذي حاجة عاديّة، الصحفي ماهوش ملزم بأن ينشر كلّ كلمة قلتها، ولكن المفيد هو أن لا يضيف على كلامك كلاما لم تقله وينسبه إليك، وهو ما لم يشر له سي البحري.

رابعا واضح في الفيديو أنّ اللهجة مضطربة وأنّ التركيز لم يكن على تكذيب ونفي التصريحات المنسوبة للبحري وإنّما خاصّة على قوالب جاهزة سئمنا إستعمالها من طرف جماعة النّهضة وغيرهم من نوع "ممارسات بن علي" و"الخوف على الثورة من أعدائها".. هذا طبعا دون أن ينسى صديقنا التركيز على الحملة المنظّمة والمموّلة من الخارج لإستهداف "النهضة" وتشويهها والتي كشفتها جريدة "الفجر" متاع النهضة بيدها (سبحان الله)..

رغم ذلك تبقى جريدة "الصباح" مطالبة بتقديم البرهان والحجّة على صحّة تلك الأقوال لأنّ المسألة خطيرة وهذا "النّصف تكذيب" يمسّ في كلّ الأحوال بمصداقيّتها كوسيلة إعلام عريقة.

vendredi, avril 22, 2011

دستور القصباجيّة.. أقولها وأمضي

على حسب النّسق إلّي قاعدة تسير بيه الأمور أتوقّع أن المجلس التأسيسي القادم سوف يتكوّن من أغلبيّة من الشّلايك (بغضّ النظر عن إنتماءاتهم الإيديولوجيّة المتعدّدة) سوف يخرجون علينا بدستور هزيل رديء تعيس لن يعمّر أكثر من عشرة سنوات.. دايور نقترح تسميته من توّا بدستور القصباجيّة أو بدستور القصبة، وإنشالله بعد 10 سنين وربّما أقلّ تعاودوا تاقفوا على كلامي.

لو كان كلّفنا هيأة من الأساتذة والتقنيين والمختصّين بإعادة كتابة الدستور التونسي المعمول به مع إصلاح الفصول الفاسدة فيه ومن بعد أخضعناه للإستفتاء الشعبي وتعدّينا لإنتخابات رئاسيّة وتشريعيّة راهي البلاد رجعت لوضع عادي في ظرف 6 أشهر مع كلّ الضمانات الديموقراطية إلّي مازالت ماهيش موجودة لليوم.. أما بما أنّنا إخترنا باش ندخّلوا فيها الأحزاب ونركّبوا على رواحنا كمشة طحّانة إنتهازيّين بفضل كمشة رعاع جهّال بايتين لمازمبي في القصبة تقولش مخيّم متاع كشّافة، بما أنّنا سمحنا لكلّ هذا باش يصير، ما إنجّم نقول كان نستاهلوا ويعطينا قصبة.

lundi, avril 18, 2011

من أنتم؟ من أنتم؟

من أنتم من أنتم؟ أنتم من في الماضي طحّنتم، وتغيير السّابع مجّدتم، بالزّين تغنّيتم وترنّمتم، وفي سهريّات المافيا شطحتم، وبكشكول قزوردي تحزّمتم، واليوم على الثورة ركبتم، والله لا فيكم واحد يحشم.. من أنتم؟ من أنتم؟

dimanche, avril 17, 2011

في كلّ بيت مناضل


يا حسرة على أيّامك يا الهوتسبوت، يلّي أطلقت سراح كلّ موقع بالـ404 مربوط، وسهّلت الثنيّة بين المواقع البورنوغرافيّة وبين كلّ مكحوط، ومن قبل الثّورة عطيت لعمّار كبّوط.. النّاس الكلّ ركبت على الثّورة كان إنتي قعدت منسي، كان جيت كيفك نترشّح للمجلس التأسيسي، زعمة أرجل منّك وجوه الضبّوط؟

lundi, avril 11, 2011

Welcome to reality!

الحاجة الباهية في إضراب أعوان التّنظيف هي أنّها تخلّينا نشوفوا البلاد لأوّل مرّة على حقيقتها التي تتمثّل في مصبّ عملاق لمختلف أنواع الزّبلة.. الفرق الوحيد حاليّا هو أنّ الزبلة إلّي كانت مغطّية بالأقنعة والماكياج والروتوش ظهرت وبانت في وضح النّهار وأمام أنوف الجميع، وفي عوض نشمّو ريحة الحريّة هانا نشمّوا في الزّبل تفوح في الشارع كما في مختلف المنابر الإعلاميّة والسياسيّة.

samedi, janvier 29, 2011

مباشرة من القصبة، صرخة مواطن يكسر حضر التجوّل


يا توانسة يلي تنفخولكم.. يا توانسة يلّي كرّزوكم.. يا توانسة يلّي عيّفوكم.. يا توانسة يلّي عطّلوكم.. يا توانسة يلّي في دياركم حصروكم.. يا توانسة يلّي الغاز شمّموكم.. كرّهونا في الحرية.. شعب تونس كرّه مازمبي في الحرية.. ينعن دين شعب تونس.. الإعتصام هرب.. إعتصام الفراشيش هرب.. القصبة حرّة.. يزّي من الحجر.. يزّي من الغاز.. يزّي من المبات تحت الحيوط... الحكومة تبدّلت.. التجمّع تـ*ـاك.. يا حكومة يا باهية.. يا حكومة يا سمحة.. المجد للغنّوشي.. المجد للتكنوقراط.. يسقط الزلاّط.. المجد للكفاءات التونسيّة بالخارج.. إلى القصرين أيّها الفراشيش.. إلى بوزيد أيّها الهمامة.. إلى الثكنات أيّها العسكر.. إلى بوشوشة أيّها البوب.. إلى الحبس أيّها المساجين الهاربين.. الثورة وفات.. الشعب ربح.. بن علي في الحجّ.. بن علي في العمرة.. سيّب صالح.. فكّ على مازمبي.. ووووووه

mercredi, janvier 26, 2011

في الحصانة القضائيّة لسيدي مخلوع

عندي فقط ملاحظات تخص الفصل 41 من الدستور المتعلّق بالحصانة التي يتمتّع بها رئيس الجمهوريّة وإلّي برشة ناس قاعدين ينشروا فيه عن جهل وربّما عن سوء نيّة للتشكيك في مصداقيّة التتبعات القضائيّة إلّي تقوم بها الحكومة المؤقّتة ضدّه. ويقول الفصل المذكور في فقرته الثّانية:

" يتمتع رئيس الجمهورية اثناء ممارسة مهامه بحصانة قضائية، كما ينتفع بهذه الحصانة القضائية بعد انتهاء مباشرته لمهامه بالنسبة إلى الأفعال التي قام بها بمناسبة أدائه لمهامه "

الفصل هذا بالفلاّقي يخصّ الأعمال إلّي يقوم بها الرئيس في نطاق عمله كرئيس للدولة، يعني أن الأعمال إلّي ما تدخلش في نطاق ممارسة صلاحياته المهنية كرئيس دولة ماهيش خاضعة للحصانة.. يعني مثلا كيف يطلع في خطاب للشعب التونسي ويبدى يقول في الكلام البذيء (وهي فرضيّة كانت تنجّم تصير لو كان زاد عمل خطاب آخر بعد نهار 14) ما ينجّم حتى حدّ يشكي بيه بتهمة الإعتداء على الأخلاق الحميدة بما أنّها جريمة عملها في إطار ممارسة مهامّه، أمّا كيف يخرّج دوفيز بصفة غير قانونيّة باش يشري عقارات في الخارج ليه هو كشخص موش كرئيس دولة فهذا لا يدخل في ممارسة صلاحياته وهو بالتالي لا يتمتّع في شأنه بحصانة ولا بحصان ولا حتّى ببغل.. كما أنّ هذا الفصل إلّي جاء بيه تعديل الدستور عام 2002 ما عندوش مفعول رجعي، يعني كلّ الجرائم إلّي ينجّم يكون قام بها بن علي حتّى في إطار ممارسة صلاحيّاته كرئيس للدولة بين عام 87 وعام 2002 تبقى خارج مجال الحصانة.. كلّ هذا طبعا دون إعتبار أنّ القانون الدستوري الحالي باش يكون بالتّأكيد موضوع مراجعة وأنّه يمكن حتّى إهمال العمل ببعض فصوله نظرا للمرحلة الإنتقاليّة.. فالرجاء ما عادش تتعلّطو على حاجة ما تفهموهاش قبل ما تسئلوا أهل الذّكر أو على الأقل شكون يفهم خير منكم بشويّة، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

mardi, janvier 25, 2011

في الدّين والشريعة وصلاح الحُكم، مقتطفات من "الحقيقة الغائبة" لفرج فودة

فيما يلي مقتطفات من نصّ لـ"شهيد الكلمة" الدكتور فرج فودة يحمل عنوان "الحقيقة الغائبة"، وهو نصّ عندي مدّة نحبّ ننشرو على المدوّنة متاعي، وتتمثّل أهمّيته في أنّه يبيّن بالدّليل والبرهان (موش البسيّس ما تخافوش) زيف إدّعاء من يقولون بأنّ الرّجوع إلى الدّولة الدّينيّة أو دولة الخلافة هو الحلّ اليوم لمشاكل المسلمين، وهي حقيقة من المهمّ أنّها النّاس الكلّ تعرفها خاصّة في ظلّ بروز بعض الأصوات الرجعيّة إلّي قاعدة تتبلعط على شبابنا وتحبّ تبيعلو تلك البضاعة المغشوشة التي يسمّونها بالإسلام السّياسي. من غير ما نطوّل عليكم نخلّيكم مع النصّ.

" ... إنّه من المناسب أن أناقش معك أيّها القارئ مقولة ذكرتها لك ضمن وجهة نظر الدّاعين للتّطبيق الفوري للشريعة، وهي قولهم بأن التطبيق (الفوري) للشريعة، سوف يتبعه صلاح (فوري) لمشاكله، وسوف أثبت لك أنّ صلاح المجتمع أو حلّ مشاكله ليس رهنا بالحاكم المسلم الصّالح، وليس أيضا رهنا بتمسّك المسلمين جميعا بالعقيدة وصدقهم فيها وفهمهم لها، وليس أيضا رهنا بتطبيق الشريعة الإسلاميّة نصّا وروحا، بل هو رهن بأمور أخرى أذكرها لك في حينها، دليلي في ذلك المنطق وحجّتي في ذلك وقائع التّاريخ، وليس كالمنطق دليل، وليس كالتّاريخ حجّة، وحجّة التّاريخ لديّ مستقاة من أزهى عصور الإسلام عقيدةً وإيمانًا، وأقصد به عصر الخلفاء الرّاشدين.

أنت أمام ثلاثين عاما هجريّا (بالتّحديد تسعة وعشرون عاما وخمسة أشهر) هي كلّ عمر الخلافة الرّاشدة، بدأت بخلافة أبي بكر (سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيّام) ثمّ خلافة عمر (عشر سنين وستّة أشهر وتسعة عشر يوما) ثمّ خلافة عثمان (إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وتسعة عشر يوما) ثمّ خلافة علي (أربع سنين وسبعة أشهر).

وتستطيع أن تذكر بقدر كبير من اليقين أنّ خلافة أبي بكر قد انصرفت خلال العامين والثلاثة أشهر إلى الحرب بين جيشه وبين المرتدّين في الجزيرة العربيّة، وأنّ خلافة علي قد انصرفت خلال الأربعة أعوام والسبعة أشهر إلى الحرب بين جيشه في ناحية وجيوش الخارجين عليه والرافضين لحكمه في ناحية أخرى، بدءًا من عائشة وطلحة والزّبير في موقعة الجمل، وإنتهاء بجيش معاوية في معركة صفين ومرورًا بعشرات الحروب مع الخوارج عليه من جيشه، وأنّه في العهدين كانت هموم الحرب ومشاغلها أكبر بكثير من هموم الدّولة وإرساء قواعدها.

أضف إلى ذلك قصر عهد الخلافتين، حيث لم يتجاوز مجموع سنواتهما ستّ سنوات وعشرة أشهر، ويبقى أمامك عهد عمر وعهد عثمان، حيث يمكن أن تتعرّف فيهما على الإسلام الدّولة في أزهى عصور الإسلام إسلامًا، وأحد العهدين عشر سنين ونصف (عهد عمر)، والثّاني حولي إثني عشر عامًا (عهد عثمان)، وهي فترة كافية لكلّ من العهدين لكي يقدّم نموذجا للإسلام الدّولة كما يجب أن تكون، فعمر وعثمان من أقرب الصّحابة إلى قلب الرّسول وفهمه، والإثنان مبشّران بالجنّة، وللأوّل منهما وهو عمر مواقف مشهودة في نصرة الإسلام وإعلاء شأنه، وهي مواقف لا تشهد بها كتب التّاريخ فقط، بل يشهد بها القرآن نفسه، حين تنزّلت بعض آياته تأييدًا لرأيه، وهو شرف لا يدانيه شرف، وللثّاني منهما وهو عثمان مواقف إيمان وخير وجود، ويكفيه فخرا أنّه زوج إبنتي الرسول، هذا عن الحاكم في كلّ من العهدين.

أمّا عن المحكومين، فهم صحابة الرسول وأهله وعشيرته لا تحدث واقعة إلاّ تمثل أمامهم للرّسول فيها موقف أو حديث ولا يمرّون بمكان إلاّ وتداعت إلى خيالهم ذكرى حدث به أو قول فيه ولا تغمض أعينهم أمام المنبر إلاّ وتمثّلوا الرّسول عليه قائما ولا يتراصّون للصّلاة خلف الخليفة إلاّ وتذكّروا الرسول أمامهم إمامًا، وهم في قراءتهم للقرآن يعلمون متى نزلت الآية، وأين، ولماذا إن كان هناك سبب للتّنزيل، وبإختصار يعيشون في ظلّ النبوّة ويتأسون بالرسول عن قرب وحب، هذا عن المحكومين، ولا يبقى إلاّ الشّريعة الإسلاميّة وهي ما لا يشكّ أحد في تطبيقها في كلّ من العهدين.

بل أنّك لا تتزيّد إن أعلنت أن هذا العهد أو ذاك، كان أزهى عصور تطبيقها لأنّها لزوم ما يلزم في ضوء ما سبق أن ذكرنا بشأن الحاكم والمحكوم، ومع ذلك فقد كان عهد عمر شيئا وعهد عثمان شيئا آخر، فقد ارتفع عمر بنفسه وبالمسلمين إلى أصول العقيدة وجوهرها، فسعد المسلمون به، وصلح حال الدّولة على يديه، وترك لمن يليه منهجًا لا يختلف أحد حوله، ولا نتمثّل صلاح الحكم وهيبة الحاكم إلاّ إذا استشهدنا به، بينما قاد عثمان المسلمين إلى الإختلاف عليه، ودفع أهل الحلّ والعقد إلى الإجماع على الخلاص منه، إمّا عزلا في رأي أهل الحجى، أو قتلاً في رأي أهل الضراب، وإهتزّت هيبته في نظر الرّعيّة إلى الحدّ الذي دفع البعض إلى خطف السّيف من يده وكسره نصفين أو حصبه على المنبر، أو التصغير من شأنه بمناداته (يا نعثل) نسبةً إلى مسيحي من أهل المدينة كان يسمّى نعثلاً وكان عظيم اللّحية كعثمان، أو الإعتراض عليه من كبار الصّحابة بما يُفهَم منه دون لبس أو غموض أنّه خارج على القرآن والسنّة، ووصل الأمر إلى الدّعوة الصّريحة لقتله، حيث يروى عن عائشة قولها: اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلا، وهي كلّها أمور لا تترك مجالاً للشّك فيما وصل إليه أمر الخليفة قبل رعيّته، وما وصل إليه أمر الرعيّة قبل الخليفة.

وعلى الرّغم من أنّ عمر وعثمان قد ماتا مقتولين، إلا أنّ عمر قد قتل على يد غلام من أصل مجوسي، وترك قتله غصّة في نفوس المسلمين، وأثار في نفوسهم جميعا الرّوع والهلع لفقد عظيم الأمّة، ورجلها الذي لا يعوّض، بينما على العكس من ذلك تماما، ما حدث لعثمان عند مقتله، فقد قتل على يد المسلمين الثّائرين المحاصرين لمنزله وبإجماع منهم، وقد تتصوّر أنّ قتلة عثمان قد أشفوا غليلهم بمصرعه على أيديهم، وانتهت عداوتهم له بموته، لكن كتب التّاريخ تحدّثنا برواية غريبة ليس لها نظير سابق أو لاحق، وإن كانت لها دلالة لا تخفى على أريب:

فالطبري يذكر في كتابه تاريخ الأمم والملوك الجزء الثالث ص439:

(لبث عثمان بعدما قتل ليلتين لا يستطيعون دفنه ثمّ حمله أربعة "حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفه" فلمّا وضع ليصلّى عليه جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصّلاة عليه فيهم أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني ومنعوهم أن يدفن بالبقيع فقال أبو جهم ادفنوه فقد صلّى الله عليه وملائكته فقالوا لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبدًا فدفنوه في حش كوكب (مقابر اليهود) فلمّا ملكت بني أميّة أدخلوا ذلك الحش في البقيع).

وفي رواية ثانية (أقبل عمير بن ضابئ، وعثمان موضوع على باب فنزا عليه فكسر ضلعا من أضلاعه)، وفي رواية ثالثة أنّهم دفنوه في حش كوكب حين رماه المسلمون بالحجارة فاحتمى حاملوه بجدار دفنوه فوقع دفنه في حش كوكب.

هذا خليفة المسلمين الثّالث، يقتله المسلمون، لا يستطيع أهله دفنه ليلتين ويدفنوه في الثالثة، يرفض المسلمون الصلاة عليه، يقسم البعض ألاّ يدفن في مقابر المسلمين أبدًا، يحصب جثمانه بالحجارة، يعتدي مسلم على جثمانه فيكسر ضلعًا من أضلاعه، ثمّ يدفن في النّهاية في مقابر اليهود.

أيّ غضب هذا الذي يلاحق الحاكم حتى وهو جسد مسجّى، وينتقم منه وهو جثّة هامدة، ولا يراعي تاريخه في السّبق في الإسلام والذّود عنه، ولا عمره الذي بلغ السادسة والثمانين، ويتجاهل كونه مبشّرا بالجنّة وزوجا لابنتي الرّسول، ويرفض حتى الصّلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين شأنه شأن أفقرهم أو أعصاهم. هو غضب لا شكّ عظيم، وخطب لا ريب جليل، وحادث لا تجد أبلغ منه تعبيرا عن رأي المسلمين في حاكمهم، وأمر لا يؤثّر في الإسلام من قريب أو بعيد، فعثمان رضي الله عنه ليس ركنا من أركان الإسلام، وإنّما هو بشر يخطئ ويصيب، وحاكم ليس له من الحصانة أو القدسيّة ما يرفعه عن غيره من المسلمين، لكنّك لا تملك إلاّ أن تتساءل معي وأن تجيب:

* ألم يكن عثمان وقت إختياره واحدا من خيار المسلمين، مبشّرا بالجنّة وأحد ستّة هم أهل الحلّ والعقد، وأحد إثنين لم يختلف المسلمون على أنّ الخلافة لن تخرج عنهما وهما عثمان وعلي؟

والإجابة (بلــى)

* ألم يكن المسلمون في أعلى درجات تمسّكهم بالعقيدة، وأقرب ما يكونون إلى مصدرها الأوّل وهو القرآن ومصدرها الثّاني وهو السنّة، بل كان أغلبهم أصحابا للرسول وناقلين عنه ما وصلنا من حديث وأحداث؟

والإجابة (بلــى)

* ألم تكن الشّريعة الإسلاميّة مطبّقة في عهد عثمان رضي الله عنه؟

والإجابة (بلــى)

* هل ترتّب على ما سبق (حاكم صالح ومسلمون عدول وشريعة إسلاميّة مطبّقة) أن صلح حال الرعيّة؟ وحسن حال الحُكم؟ وتحقّق العدل؟ وساد الأمن والأمان؟

والإجابة (لا)

وهنا نصل سويّا إلى مجموعة من النّتائج نستعرضها معًا عسى أن تحلّ لنا معضلة التفسير وأن تجيب معنا على السؤال الحائر وموجزه لفظ (لماذا).

النتيجة الأولى:

أنّ العدل لا يتحقّق بصلاح الحاكم، ولا يسود لا بصلاح الرعيّة، ولا يتأتّى بتطبيق الشّريعة، وإنّما يتحقّق بوجود ما يمكن أن نسمّيه (نظام حكم)، وأقصد به الضّوابط التي تحاسب الحاكم إن أخطأ، وتمنعه إن تجاوز، وتعزله إن خرج على صالح الجماعة أو أساء لمصالحها، وقد تكون هذه الضّوابط داخليّة، تنبع من ضمير الحاكم ووجدانه، كما حدث في عهد عمر، وهذا نادر الحدوث، لكنّ ذلك ليس قاعدة ولا يجوز الرّكون إليه، والأصحّ أن تكون مقنّنة ومنظّمة.

فقد واجه قادة المسلمين عثمان بخروجه على قواعد العدل بل وأحيانا بخروجه على صحيح جوهر الإسلام، فلم يغيّر من سياسته شيئا، وبحثوا فيما لديهم من سوابق حكم فلم تسعفهم سابقة، ومن قواعد تسيير أمور الدّولة فلم يجدوا قاعدة، واشتدّ عليهم الأمر فحاصروه وطلبوا منه أن يعتزل، ولأنّ قاعدة ما في الأمر لم تكن موجودة، فقد أجابهم بقوله الشّهير: والله لا أنزع ثوبًا سربلنيه الله (أي ألبسنيه الله)، وحين اقترب الأمر من نهايته، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من ملاقاة حتفه على يد رعيّته، أرسلوا إليه عرضًا فيه من المنطق الكثير ومن الصّواب ما لا يختلف عليه.

فقد خيّروه بين ثلاث:

- إمّا الإقادة منه (أي أن يعاقب على أخطائه شأنه شأن أيّ مسلم يخطئ) ويستمرّ بعدها خليفةً بعد إدراكه أنّه لا خطأ دون عقاب.

- وإمّا أن يتبرّأ من الإمارة (أي أن يعتزل الخلافة بإرادته).

- وإمّا أن يرسلوا الأجناد وأهل المدينة لكي يتبرّأوا من طاعته (أي أن يعتزل الخلافة بإرادة الرعيّة).

فكان ردّه كما ورد في رسالته الأخيرة كما انتسخها بن سهيل (وهم يخيّرونني إحدى ثلاث إمّا يقيدونني بكل بجل أصبته خطأ صوابا غير متروك منه شيء، وإمّا أعتزل الأمر فيؤمرون آخر غيري، وإمّا يرسلون إلى من أطاعهم من الأجناد وأهل المدينة فيتبرّأون من الذي جعل الله سبحانه لي عليهم من السّمع والطّاعة، فقلت لهم أمّا إقادتي من نفسي فقد كان من قبلي خلفاء تخطئ وتصيب فلم يستقدمن أحد منهم وقد علمت إنّما يريدون نفسي وأمّا أن أتبرأ من الإمارة فإن يكلبوني أحبّ إليّ من أن أتبرّأ من عمل الله عزّ وجلّ وخلافته، وإمّا قولكم يرسلون إلى الأجناد وأهل المدينة فيتبرّأون من طاعتي فلست عليكم بوكيل ولم أكن استكرهتكم من قبل على السّمع والطاعة ولكن أتوها طائعين).

هنا يوضّح عثمان أنّ مراجعة الخليفة على الخطأ لم تكن واردة فيمن سبقه من الخلفاء (أبو بكر وعمر) أو على الأقلّ ليس لها قاعدة، وهنا أيضا يعلن بلا مواربة أنّه مصرّ على تمسّكه بالحكم حتى النّهاية وأنّ اعتزاله غير وارد، وهنا أيضا يواجه الدّعوة إلى سحب البيعة بمنطق غريب مضمونه، وهل كنت أكرهتكم حين بايعتم؟ وكأنّ البيعة أبديّة ولا مجال لسحبها أو النّكوص عنها.

لا قاعدة إذن ولا نظام للرّقابة والأمر كلّه موكول لضمير الحاكم إن عدل وزهد كان عمر، وإن لم يعدل ويمسك بالحكم كان عثمان.

لقد أعلن عثمان أنّ نظام الحكم الإسلامي (من وجهة نظره) يستند إلى القواعد الآتية:

- خلافة مؤبّدة

- لا مراجعة للحاكم ولا حساب ولا عقاب إن أخطأ

- لا يجوز للرعيّة أن تنزع البيعة منه أو تعزله، ومجرد مبايعتها له مرة واحدة، تعتبر مبايعة أبدية لا يجوز لأصحابها سحبها وإن رجعوا عنها أو طالبوا المبايع بالاعتزال.

ولأنّ أحدا لا يقرّ ولا يتصوّر أن تكون هذه هي مبادئ الحكم في الإسلام، قتله المسلمون، لكنّ السؤال يظلّ حائرا، ومضمونه، هل هناك قاعدة بديلة؟

أو نظام حكم واضح المعالم في الإسلام؟

هل هناك قاعدة في القرآن والسنة تحدد كيف يبايع المسلمون حاكمهم، وتضع ميقاتاً لتجديد البيعة، وتحدد أسلوباً لعزل الحاكم بواسطة الرعية، وتثبت للرعية حقها في سحب البيعة كما تثبت لها حقها في إعلانها، وتعطي المحكومين الحق في حساب الحاكم وعقابه على أخطائه، وتنظم ممارستهم لهذا الحق؟

أعتقد أن السؤال كان حائراً ولا يزال، بل إن السؤال نفسه قد اختفى بعد عهد الخلفاء الراشدين، وحرص المزايدون والمتزيدون في عصرنا على إخفائه، تجنباً للحرج، وتلافياً للخلاف، ونأياً بأنفسهم عن الاجتهاد وهو أمر بالنسبة لهم عسير، ربما عن قعود، وربما عن جمود، وربما عن عجز.

... "

يلاّ نثور، يلاّ نثور

يلاّ نثور يلاّ نثور

يلاّ بالمنقالة ندور

نسبّو وزيرة نديرو القيرّة

خلّي المستقبل مقعور

يلاّ نثور يلاّ نثور

يلاّ نناضل يلاّ نشنع

بول عليها آش عنّا نصنع

تفلس شركة يسكّر مصنع

المفيد مسيرة تدور

يلاّ نثور يلاّ نثور

يلاّ نسقّط الحكومة

وبالزّلاط نعسّ على الحومة

بن علي حرق لروما

وهزّ معاه بدر البدور

يلاّ نثور يلاّ نثور

علاش تحبّونا ما نثوروش

بعد ما تنحّى الكرتوش؟

نحنا الحريّة ما نحبّوش

نحبّو نبدّلو الديكتاتور بديكتاتور

يلاّ نثور يلاّ نثور

mercredi, janvier 19, 2011

كان ياما كان.. جربوعستان


كان يا ما كان، في زمان غير هالزمان، في بعض البلدان اللي تجي بين برّ الوصفان وبرّ الطليان، ملك "جنتلمان" يحكم في العربان، ساعات بالعدل والإحسان، وساعات بالمشطة و"البردكان". وكانت البلاد هاذي يا خلاّن، معروفة بإسم "جربوعستان"، كناية على قدرة أهلها على التجربيع كمنهج في الحياة، وكطريقة للبقاء رغم كلّ الصعوبات وتعدّد الأزمات، بحيث كان شعب جربوعستان يتفطم منذ الطفولة الأولى على التحيّل والترهدين، وتدبير الرأس والتكمبين، وقيل في بعض الروايات عن أبي الكشلاف الأمين، أنّو كان عندهم زادة الطحين وقلّة الدين، والله ربّك أعلم بما خفي علينا وعلى عباده المؤمنين، من أعمال الفاسقين المتجربعين.

وكانت في جربوعستان عادة، قريب تولّي عبادة، تتمثّل في أنّهم كلّ ما يتعدّاو ثلاثين ربيع، يختارو ما بيناتهم واحد من أكثرهم قدرة على التجربيع، ويسمّيوه "الجربوع الكبير"، إلّي يقوم ما بيناتهم مقام الملك أو الأمير، ويقودهم بما عندو من حكمة وتدبير، حسب العادات والمسالك الجربوعيّة لتحقيق الأهداف الجماعيّة.


وكان في جربوعستان في هاك الزمان، كيما قلتلكم من المان، ملك جنتلمان، ولد ناس وماهوش جيعان، كما أنّو كان قاري في برّ الألمان، وعندو شهادة تأهّلو باش يخدم صانع "مكسيان". وكان الملك هذا مدعوم من جبهة نيسان، المتكوّنة من المتجربعين القدامى، إلّي طلعوا للحكم في عهد البهامة، وإلّي لقاو فيه أحسن وسيلة، باش يحافظو على بلايصهم بالتجربيع والحيلة. وكان الملك الجنتلمان، المعروف وقتها بجربوع الجرابع الثاني، خايف على مستقبل البلاد وماهوش هاني، ولكنّو عاجز على الخروج على عرف المتجربعين القدامى في مسالك الحكم والإمامة، وخاصّة بعد ما كبر في العمر وخاف لا يقعدو الجربوعستانيّين من بعدو يتامى. وكان من أسباب المخاوف والتهلويس متاع الجربوع الكبير، أنّو ظهر في هاك العصر مرض خطير في بلدان أخرى ما تبعدش عليه كثير، وهو مرض "التكفير المؤدّي للتفجير"، المعروف عند العلماء بمرض "السالافوجيهاديزم كرونيك"، إلّي لا نفع معاه لا الكيّ ولا "الأنتيبيوتيك". ولمّا خاف الملك من وصول العدوى لحدود جربوعستان، وعرف إلّي الناس إلّي عمّل عليهم باش يعاونوه طلعوا سلعة "أنسيان"، موش مواكبة لتطوّرات الزمان، ومازالو عايشين في عالم تجاوزته الأحداث وأصبح مصيره النسيان، عمل خماسو في سداسو، وخدّم الشحمة إلّي في راسو، وبعد سويعة ولاّ سويعتين، غلبو النوم وبدى يشخر وينين، وجاه في منامو المرحوم جربوعبعل، قائد جيوش جربوعستان في عصورها الذهبيّة والرمز التاريخي الكبير لقوّتها الجربوعيّة. وكان جربوعبعل في هاك الحلم لابس جبّة وكلّو في الأبيض من راسو لكرعيه، وبدى بالصوت ينادي فيه، ويقوللو "يا سي المتجربع، قوم لا تتقربع، والبلاد تتفرقع، ودارك تتقرقع، تقعّد قوم يا رأس اللحم المفروم، لا يطيرولك بالمشموم والبلاد تمشي حرام زقّوم لجربوع بولحية قرّوم يعيّش الشعب المظلوم على نغمة المزموم". عاد تفجع هاك الملك المغبون وبدى يرعش تقول درا آشبيه، وقال للقائد اللي صوتو بدى يبعد عليه: يا جربوعبعل ماني خوك، أعطيني آش نعمل يرحم بوك، راهي البلاد بلادك والناس لليوم يحبّوك، وعاملين عليك مجموعات حوار على "الفايسبوك". فقال جربوعبعل بصوت عالي "خمس مائة وواحد يا بوهالي"، وبدى يردّد في هالكلمة ويعيد حتّى صوتو صار بعيد، ووقتها نزع عليه الجبّة وخرج قلم، ورماها للملك المحتار وقاللّو "شوف ظهر الجبّة يا وجه الهمّ، وكان ما فهمتش هاو النمّ"، وأشار إلى أعضائه التناسليّة، وكانت حسب بعض الروايات ذات قياسات عالميّة. زادت فجعة الملك، وهبط على الجبّة يقلّب فيها كيف المدكّ، فإذا بيه يلقى في ظهر الجبّة قربيطة ورديّة اللون، وأوّل فكرة جات لبالو هي أنّو جربوعبعل طلع لبعيدة ميـ***، هو هكّاكة يقلّب في الجبّة ويلوّج على الإجابة، وإذا بيه صوت ولدو الصغير قوّم في القصر ندّابة، من حينك قام هاك الملك مفجوع، يلعن في النهار إلّي إختاروه فيه أكبر جربوع، وقريب يبكي من شدّة ما أثّرت فيه هاك الحلمة، وبالوقت طلب مستشارو الأوّل في الأحلام وقالّو "إيجاني حاجتي بيك في كلمة". من حينك جاه يجري زعيم المستشارين والعزّامة، ومن حينك حكالو الملك المنامة، وطلب منّو تفسير خالي من البهامة.




فكّر هاك المستشار، ودوّرها في دماغو نصف نهار، ومن بعد قاللو "يا سيدنا لقيتها، وراس سيدنا لقيتها"، فرح الملك وقاللو آش لقيت، راني من الفجعة تهرّيت، قول وعندك سلاطة بلانكيط مع حوتة مشويّة في الزيت خالصة في مطعم "لمفيتريت". قال المستشار "يا سيدنا الغالي خلّيها حوتة جغّالي وكعبة شراب من إلّي يحلالي، راهو القائد جربوعبعل يحبّ يقوللك إنّو الحلّ في الشباب، وهذا ممّا لا غموض فيه ولا إرتياب"، فقال الملك "كيفاش يا سي بو العرّيف، فهّمني لا نقطع عليك الرغيف"، فقال المستشار "يا سيدنا الغالي النفيس، الخمسة مائة وواحد راهي ترمز لسروال الدجين "لوفيس"، وهو لباس شبابي للبنات والعتاريس، يلبسوه في بلادنا وماهوش رخيص، وأمّا بالنسبة للقربيطة الورديّة، راهي ماهيش نقص في الرجوليّة، وإنّما ماركة عالميّة في الملابس الشبابيّة لأبناء الطبقة الجربوعيّة العلويّة، ويقولوها "إيدين بارك"، إلّي ما تتباع كان في البلايص إلّي ما تدورش فيها الأمّارك، وما يقدر عليها كان إلّي يخلص بالدولار والدوتشمارك، هذا تفسيري يا سيدنا يعلّي مقدارك، وإلّي باش تعطيني الله يبارك". فرح الملك وقال "هاذي هي، والحلّ هو في تشريك الشباب في القرارات المصيريّة للدولة الجربوعستانيّة"، هيّا يا شسمك نهبّطو صحيّن كمية إلّي هِيَّ، قبل ما نبداو بالمشروبات الكحوليّة، في إنتظار الخرافة تتواصل في تدوينة جاية، والمدوّن ياخذ نفس ويرتاح قبل ما يكمّل الحكاية.

...يتبع.

ملاحظة: كلّ تشابه بين أحداث وشخصيّات القصّة وأحداث وشخصيّات واقعيّة هو من محض الخيال. لم يتمّ إلحاق الضرر بأيّ جربوع خلال تصوير مشاهد هذه القصّة.