dimanche, janvier 27, 2013

مظلومة يا نهضة، ردّوه فيك العيب


والله وعلى رغم إختلافي العميق مع النهضاويين إلاّ أنّي في بعض الأحيان أشفق عليهم (وخاصة على من إنتخبهم أو حتى تحالف معهم طمعا في تحقيق أهداف "الثورة") من هذا الوضع الذي هم فيه اليوم.. توة هالنهضة هاذي وقتاش كان من بين مشاريعها كحزب أو حتى كتيّار فكري أنّها تقوم أو حتى تشارك أو حتّى تنظّر لحدوث "ثورة".. تي ماهو الجماعة معروفين من هاك العام، حدّهم حدّ بعض محاولات الإنقلاب الفاشلة، يعني أن برنامجهم الأصلي هو الركوب على المنظومة الموجودة (متاع بن علي وبورقيبة) وقيادتها في إتّجاه مشروع معيّن هو مشروع أسلمة المجتمع على طريقتهم الخاصة، يعني مشروعهم المعروف منذ البداية يختصر في بعض الشكليات التافهة من نوع نشر الحجاب عند البنات ودعوة الناس للصلاة والعبادة وتركهم يطوّلوا لحيتهم ويصلّيو الفجر حاضر من غير ما يهزّهم البوليس، وكان طارت القضاء تدريجيا على شرب الخمر ومظاهر كل ما هو "حرام" في المجتمع.. توة بالله ناس كيما هاذي تجي تعطيهم الحكم في فترة ما بعد "الثورة" وتطالبهم بتحقيق "الشغل والحريّة والكرامة الوطنيّة" موش يتسمّى هذا من قبيل تكليف النفس ما ليس بوسعها؟ منين ليهم مساكن الهداري هاذي؟ وقتاش نظّر زعيمهم الغنّوشي للتشغيل مثلا (ما عدى قوله أنه لا يصح أن تشتغل النساء والرجال قاعدون في البيوت).. وقتاش نظّروا لإقامة دولة ونظام حكم يختلف عن النظام البائد ويكون "ثوري" من حيث إعتماده آليّات الديمقراطية والشفافية وما عدى ذلك من مفاهيم هي أصلا بعيدة كل البعد من حيث مرجعيّاتها عليهم وعلى مرجعيّاتهم؟ باش ينجّموا هؤلاء يفيدو لو جمّعنا كل أدبيّاتهم ولخّصناها في كتاب واحد في موضوع التنمية في الجهات المحرومة؟؟ كيفاش ينجّموا يصنعوا جامعات ومدارس ترتقي بالإنسان وتتصنّف ضمن الأفضل في العالم وهوما كل ما عندهم هي بعض الكتب الصفراء والخطابات الأخلاقويّة والشعارات الفضفاضة هم أوّل من يعجز عن تطبيقها (وما القرض الربوي الأخير بقيمة 500 مليون دينار من صندوق النقد الدولي -الإسلامي جدّااا- إلاّ خير دليل على صحّة ما أقول).. مساكين أنتم ومساكين كل أولئك الحمقى الذين طمعوا في أن ينالوا عسل الثورة من عند الفرززّو الإخوانجي. حالتكم متعبة أصل

dimanche, janvier 06, 2013

مقامة الإحباط في عهد التعاسة والإنحطاط


حدّث أحد حكماء العرب قديما فقال: "ومن شأن الله في خلقه أن جعل الأمم تسير من القوّة إلى الهوان، وأن جعل المجتمعات تتراوح من الرقيّ والحضارة إلى النّذالة والسّفالة والدّعارة"، فقاطعه أحد الجالسين قائلا: "هلاّ ضربت لنا مثلا يا صاحب العلوم والحكم فنعرف مكانتنا بين الأقوام والأمم"، فقال الحكيم "آش هالهمّ؟ لا تعد لمقاطعتي يا وجه النم، وقيّد عندك على الورقة بالقلم: ستأتي سنوات عجاف يصبح فيها البوجادي شاف ويتساوى فيها المثقّف والكعلاف حتى لا تميّز بين الشريف والحوّاف ولا بين صاحب العقل وصاحب الأرداف، ومن علاماتها أن تنتشر بين الناس الرّكاكة وتكثر الطحّانة والنيّاكة ويسمّى وزيرا رجل يقال له بوشلاكة، ويظهر في آخر تلك السنوات عام أقحب، ترى فيه الناس ما كان أغرب.."، قيل "وكيف ذلك؟"، قال: "تفتح فايسبوك باحثا عن معلومة أو خبر، فتجد الجميع يتحدّث عن جرذان حزب المؤتمر، وتختلط القوادة والإستخراء بصحافة الإستقصاء ويتحوّل الصراع على السلطة بين الجرذان الأصيلة والجرذان المختلطة إلّي وصلت للحكم في قالب غلطة، فيصاب كلّ ذي عقل بجلطة عندما يتيقّن أنّه ما من مخرج من تلك الورطة، حينها يصحّ القول في تلك الرهوط أنّها بلغت آخر مراحل السقوط وأنّ مستقبلها لن يختلف كثيرا على راس لمبوط"