الفيديو أعلاه لتصريح للسيّد عبد الرؤوف العيّادي لراديو "شمس آف آم" يتحدّث فيه عن موقفه من السلفيّة الجهاديّة وذلك في سياق التعليق على الإعتداء الذي كان تعرّض له كلّ من الصحفي زياد كريشان والجامعي حمادي الرديسي من طرف بعض المتطرّفين أمام قصر العدالة منذ أسابيع.
أن يعبّر السيّد عبد الرؤوف العيّادي، الأمين العام الجديد لحزب "المؤتمر من أجل إضحاك متساكني الجمهوريّة" عن إعجابه بالشباب السلفي الجهادي وأن يعدّد لنا مزاياه ونضالاته (وهو على فكرة نفس الشباب الذي كشف وزير الداخليّة لاحقا أنّه قاعد يدخّل في السلاح للبلاد بنيّة إقامة إمارة إسلاميّة ولئن تكلّف الأمر الحرب على الدولة ومؤسّساتها)، وأن يفتخر بدفاعه عنهم في زمن بن علي وبدعوتهم له لتكريمه بعد "الثورة"، فذلك على كلّ حال رأيه وهو حرّ فيه في إطار حريّة التّعبير، خاصّة وأنّنا لم نتعوّد من قياديّي حزب المؤتمر ومن العيّادي بالذّات لا الرّصانة ولا الحكمة ولا الإتّزان، وأنّ هذا لن يكون في كلّ الحالات أوّل ولا آخر تصريحاته البهلوانيّة، على غرار دعوته الشهيرة لتعويض إسم الفريق الوطني لكرة القدم من "نسور قرطاج" إلى "فرسان عقبة بن نافع"!
من جهة أخرى أن يعتبر عبد الرؤوف العيّادي أن هؤلاء الشباب هم من هزموا الأمريكان عسكريّا في العراق وبالتّالي هم من أجبر أمريكا باش "تمشي للإسلام المعتدل"، فذلك أوّلا يمثّل إعترافا و إقرارا ضمنيّا بأنّها أمريكا لعبت فعلا دور في إيصال هذا الإسلام المعتدل إلى الحكم في بلدان العرب.. أليس كذلك يا سي العيّادي يا من تغار على الهويّة وترفض أن تستعمل المذيعة معك كلمات بالفرنسيّة؟؟ وهذا طبعا دون التغافل على كون مثل هذا التصريح من رئيس حزب ممثّل في الحكومة يولّي كلام متاع تجلطيم وتجوليغ تجاه دولة عظمى في مرحلة نحن في أمسّ الحاجة فيها للإستثمارات الأجنبيّة ولتفادي العُزلة الديبلوماسيّة، وهو بالتّالي مجرّد حماقة سياسيّة أخرى تضاف إلى رصيد تصريحاته الغبيّة..
كلّ هذا كوم، ولكن أن يصل الأمر إلى تبرير العنف الذي إستعمله المتطرّفون السلفيّون ضدّ كلّ من زياد كريشان وحمّادي الرديسي امام قصر العدالة فذلك كوم آخر تماما.. يبدأ سي عبد الرؤوف العيّادي بالقول أنّه "ضدّ العنف ولكنّه أيضا ضدّ أسباب العنف" التي ذكر من بينها كتابا للأستاذ حمادي الرديسي بعنوان "l'exception islamique" والذي إفترى عليه هذا الجاهل الجهول زورا وبهتانا بأنّه يحتوى نظريّة "للتخلّص من الإسلام" خلاصتها أنّه "يلزم إنحّيو الإسلام باش نبنيو الديمقراطيّة".. عندما يصل الأمر لهذا الحدّ فإنّ مثل هذا الصّنيع يتجاوز الغباء ويذهب أشواطا بعيدة بعد قلّة الحياء!!!!! علاش؟
على خاطر أوّلا السيّد هذا يكذب، فالكتاب المذكور (الذي كنت قرأته منذ سنوات) لا يطرح هذه الفكرة بمثل هذه السطحيّة والتّفاهة والبلاهة، ولا يتعرّض أصلا للجانب العقائدي بقدر ما هو يهتمّ بالجانب السياسي في تاريخ الأمّة الإسلاميّة والمعوقات التي منعتها من الإنتقال للدولة الديمقراطيّة.
ثانيا وهو الأخطر، يعتبر سي العيّادي ويصرّح ضمنيّا بأنّ الأستاذ حمّادي الرديسي هو أيضا مذنب ومتسبّب في ما حصل له من إعتداء لأنّه إقترف جريمة كبرى تتمثّل في كتابة ونشر كتاب يحمل أفكارا لا تعجب هذا المهرّج وأصدقاءه المتطرّفين، وبالتّالي فالعيّادي يدين هذه الأعمال التي تمثّل سببا للعنف بقدر إدانته للعنف، بل وربّما بأكثر صرامة حسب ما يفهم من لهجته!!!
أخي المواطن، عندما يساوي رجل سياسة مثل هذا (ولو الكلمة متاع "رجل سياسة" كبيرة يااااااااسر عليه) في الإدانة بين الجامعي الذي يكتب مؤلّفات أقوى من دماغه الأجوف، وبين المعتدي المجرم الذي يضرب صحفي ببونية من الخلف ثمّ يعطي دماغ لأستاذ جامعي عمره في الستّين سنة، فإعلم أنّك أمام شخص فاشيّ يترأّس حزبا كرتونيّا مصيره الإضمحلال لا محالة، فبئس الحزب وبئس السياسة وبئس النظارات تلك التي ألبستموها لمناضليكم الثورجيّة الجدد يا حزب الرئيس أبو صفر صلاحيّات وسبعين مستشار!
5 commentaires:
تصريحات العيادي تعتبر في أية دولة تحترم نفسها دعوة للكراهية و تحريض و تبرير للعنف بل دعوة له ،
لكننا لسنا في دولة تحترم نفسها بل في اسطبل خرّبه بن علي و تحوّل لخراب على رأسه مجلس حارزات حمام - مع احترامي الشديد لصاحبات هذه المهنة الشريفة و النظيفة -
جنودنا يقتلون و يجرحون على أيد هؤلاء الذين اخرجتهم الحكومة من السجون رغم أنهم رفعوا السلاح سابقا في وجه جيشنا و ها هم اليوم يتم تمجيدهم من قبل قيادي في حزب حاكم، بل رئيس الجمهورية نفسه استقبل أميرهم باعترافه في كوري قرطاج ،
الخوف أن تشن هذه الحكومة حربا ما لتكتمل الدائرة، فلا شيئ سيضمن استقرار الدكتاتورية مثل خطر خارجي و ميليشيات داخلية ستصير فوق الحرس و الشرطة ،
لقد كتبت تعليق على جهل السيد عبد الرؤوف العيادي في جريدة المغرب و تبريره للعنف. انه حقا غير جدير بان يكون في المجلس التاسيسي
فما حاجة أخرى ممكن نسيتها يا بيغ، الجرذان ما يقراوش كتب بخلاف قصص الأنبياء وباقي الكتب الصفراء وكان جاو يقراو راهي البلاد في خير. يعني سي العيادي كيف يزعم أن الكتاب قلقهم فهو يستهبل في الناس.
تحياتي وعودة ميمونة بين أهلك و اماليك :)
Big, tu as oublié de mentionner l’épisode ou il proposait (ou plutôt imposait) à la constituante et devant tous les membres de changer toute la monnaie fiduciaire Tunisienne pour contrer le financement des "milices" pro RCD. Par ailleurs très bon article... Comme d'habitude
hehe la video n'est plus disponible bizarrement ....
Enregistrer un commentaire