mercredi, janvier 19, 2011

بعض الخواطر حول الوضع الرّاهن


أهلا بيكم، هاني رجعت.

ما نعرفش آشكون لازمني نشكر على الوضع الحالي إلّي تعيش فيه البلاد (بما في ذلك "حدث" رفع الحجب على مدوّنتي وعلى بقيّة مواقع الأنترنت). ساعات نقول نشكر المرحوم محمّد البوعزيزي وبقيّد شهداء "ثورة الياسمين" وكلّ من ساهم فيها بالقول والفعل والقلم، وساعات نقول ما فمّاش شكون أحقّ بالشّكر من النّظام البائد و"رجالاته" على ما تميّزوا بيه من غباء منقطع النّظير في تسيير أزمة كان يمكنهم تجاوزها بقليل من الذكاء والحنكة السّياسيّة إلّي طالما حكاو عليها ولكن ما رينا منها شي.

الحقيقة المواضيع إلّي تستحقّ الإهتمام والتّحليل كثيرة والكيف متاع الكتيبة إلّي طيّروهولنا أولاد الحرام يرجع بصورة طبيعيّة في مثل هذه الوضعيّات، وما انجّمش وأنا في مثل هذه الحالة ما نحيّيش مدوّنين آخرين منهم الجدد كيف "بنت طراد" أو "شيت ليبر" أو القدم كيف علي سعيدان وإلّي كانت كتاباتهم متنفّس ليّا شخصيّا خلال فترة الهمّ والزّمم إلّي كانوا أولاد بلادنا خلالها يموتوا بكرطوش "وطنيّ" في القصرين وتالة ومنزل بوزيّان وغيرها من مناطق منسيّة من خارطة التّنمية الحولة، هذا دون أن أنسى شاعر تونس في هذا العصر، ذلك الرّائع الصغيّر أولاد أحمد.

الحقّ متاع ربّي ضميري ماهوش مرتاح تماما، ولو أنّي حاولت باش نساهم بما أقدر عليه سواء بالفكرة أو بالكلمة أو حتّى بالإمتناع عن الطّحين والفعل الدّوني عملا بمبدإ "لا إنّاشدكم ولا تناشدوني"، ولكنّي كنت نتمنّى لو كانت الظروف الموضوعيّة تسمحلي بمساهمة أكبر. على كلّ حال كلّ قدير وقدرو والله أعلم بذات الصّدور.

كيما تعرفوا الكلّ فإنّه الرئيس هرب وخلّى أهل البلاء في البلاء بعد ما كنّا نمنّي النّفس باش نزيدو نخلّيوه على قلوبنا للفترة الممتدّة بين 2014 و2019، ولكن الله غالب، المسلسل المكسيكي ما دام كان لمدّة 1208 أسابيع (يا بوقلب) وهو ما يعادل الـ23 سنة من نفخان الأوداج والغدد شهدنا خلالها الرّعاية الموصولة والإمتياز والإستشراف وجمهوريّة الغد وذلك قبل ما نفيقوا إلّي مازال عندنا بعض التحدّيات لازمنا نرفعوها.. كلّ هالمصطلحات المبتذلة والفاقدة للمعنى إقترنت مثلها مثل الكاشكولات الحمراء واللّون البنفسجي بحزب التجمّع، وإلّي بعد ما فرغ تماما من أيّ معنى سياسيّ ما عدى كونه بوق دعاية لنظام القائد الملهم إلّي قاري كتاب غير ربع في آش وسبعين سنة، وبعد ما أقرّ هذا الحزب "بعظمة لسانه" خلال سنوات أنّ مشروعه السياسي هو "المشروع الحضاري للرّئيس بن علي"، مازال هذا الحزب لا يستحي من التّواجد داخل الحكومة الإنتقاليّة، حتّى بعد ما هجّ الرئيس متاعهم وهرب حاملا معه "مشروعه الحضاري" المعفّط والمتخلّف لأرض الحرمين الشريفين.. التجمّع لهنا وقبل ما يحاسبوه النّاس من المفروض أنّه هو إلّي يحاسب نفسه ويفهّم لنفسه ومن بعدها للشّعب التونسي آشنوّة الغاية من وجوده كحزب سياسي في الساحة اليوم؟ هل هو موجود باش يركب على "التّغيير" الجديد كيما ركب على 7 نوفمبر ويحاول يعاود يولّد منظومة الفساد والإنتهازيّة بوجوه جديدة؟ هل يتصوّر هالحزب أنّه يكفيه طرد بعض الأعضاء الذين لا يفوق عددهم العشرة شلايك لكي يسترجع عذريّته السياسيّة و"نرجعوا كيما كنّا" على قول الزّعيم بورقيبة (إلّي نتصوّروا شايخ بالضّحك في قبره رحمه الله)؟

شخصيّا ما نحملش كراهيّة أو ضغينة خاصّة ضدّ الدّساترة (وخاصّة منهم الأقليّة إلّي دخلت عن قناعات موش خدمة لمصالحها الضيّقة) والعديد منهم من أصدقائي المقرّبين البارح وغدوة، وما ننكرش أيضا أنّ التجمّع فيه العديد من الكفاءات العالية متاع البلاد، وهذا يرجع خاصّة لكون الدّولة في ظلّ النّظام السابق ما كانتش تسمح في أغلب الأحيان للكفاءات العالية باش تساهم في خدمة البلاد إذا ما كانتش منضوية تحت لواء "الحزب" أو بصفة عامّة إذا ما كانتش تعبّر عن شكل من أشكال الولاء للرّئيس.

اليوم التجمّع إلّي خرج من الباب مازال يحبّ يرجع من الشبّاك، من قبل ما يعمل لنفسه المحاسبة إلّي حكيت عليها، وهو بالتصرّف غير اللاّئق هذا قاعد يزيد يحرق في روحو مع الشّعب التونسي إلّي نقم عليه بصفة غير مسبوقة.

أنا مانيش مع فكرة إستئصال التجمّع، ما عدى الأطراف المتورّطة في فساد سياسي أو مالي (لأنّ خدمة الديكتاتوريّة على حساب الوطن وتزييف إرادة الشّعب وإنتخاباته هي أيضا فساد سياسي لمن نسي ذلك)، ومانيش ضدّ وجود بعض التكنوقراط في الحكومة الإنتقاليّة طالما أنّي نخيّر نبنيو على ما هو موجود أحسن من أننا نخاطرو ونعاودوا من الصّفر، وأكثر من ذلك نرى أنّه واحد كيف النّوري الجويني مؤهّل تماما لمنصب رئيس وزراء أو وزير أوّل في المرحلة القادمة، ولكن فمّا فرق كبير يا حبيبي بين تكنوقراط مارس بكفاءة مهمّة تسيير وزارة "تقنيّة"، وبين واحد يمكن أن نختزل إنجازاته خلال العشريّتين الماضيتين في بعض الإجراءات المحتشمة في ميدان الإصلاح الإداري ترجع إلى بداية التسعينات (وظاهرلي الحالة التّعيسة للإدارة التونسيّة اليوم ماهيش في حاجة لأدلّة ولا لحديث طويل) يضاف إليها نشاط موازي (موش كان البوعزيزي الله يرحمه كان يعمل في التّجارة الموازية) إلّي يتمثّل في الطريزة الدستوريّة على مقاس سيدنا الهرّاب، حيث أتحفنا سي زهير بقدراته العالية في التنظير والتبرير لمختلف التعديلات الدستوريّة إلّي سهّلت عمليّة السّطو القانوني على الحكم. يعني بصراحة تامّة وفي تقديري الخاصّ، كان يكون من الأقلّ طرافة ومن الأكثر مصداقيّة لو قام الوزير الأوّل بتعيين زهير الذوّادي كوزير في الحكومة الإنتقاليّة في عوض زهير المظفّر وفي نفس السياق يعوّض منصر الرويسي بفوزي الرويسي وخلّي البلاد تطيح للقسم الثاني كيف النادي الإفريقي.. (بالمناسبة سمعت أنّ أمير العكروت ضربوه بالكرتوش ومنع من الموت بأعجوبة، وإلّي ضربو عسكري كلوبيست !)

نرجع بالحديث لسي محمّد الغنّوشي الوزير الأوّل المؤقّت باش نأكّد أنّه راجل ماهوش متاع سياسة وخاطيه "البوليتيك"، لكن هذا ما يمنعش أنّه أمام مسؤوليّة تاريخيّة ولازمو يكون قدّها: ما يكفيش يا سي محمّد إستقالتك من الحزب، ما يجب هو إستبعاد الوجوه "المشبوهة" سياسيّا من الحكومة الإنتقاليّة وعلى رأسهم الزوز إلّي سبق ذكرهم، وموش بالضّرورة تعوّضهم بمعارضين.. جيبولنا زوز ولاّ ثلاثة جامعيّين أكفّاء ومستقلّين فيه ألف بركة يا سيدي.. هذا ضروري إذا تحبّوا يرجع فيكم حدّ أدنى من الثّقة، خاصّة وأن إعلانكم عن الإتّصال الهاتفي بذلك الكريه المكروه كان زلعة كبيرة.

بكلّنا مع تونس إلّي نحلموا بيها، العصريّة الديموقراطيّة التعدّديّة الحرّة، والنّاس مستعدّة باش تفتح صفحة جديدة مع المسؤولين النّظاف.. رجاءًا ما تفسّدوش علينا فرحتنا وما تدخّلوناش في حيط !


9 commentaires:

Anonyme a dit…

Merci infiniment à tous nos blogueurs et internautes qui disaient si bien ce qu'on sentait alors qu'on été désespérés et qu'on avait froid . merci et welcome back big !!!
hh

Anonyme a dit…

(بالمناسبة سمعت أنّ أمير العكروت ضربوه بالكرتوش ومنع من الموت بأعجوبة، وإلّي ضربو عسكري كلوبيست !)
هههههه هذه أحلى نقشه

ART.ticuler a dit…

اتفق معاك بيغ في معظم كلامك .. خاصة في انو الوزير الاول خاطيه البولتيك والدليل على ذالك انو أجاب صحافية فرنسا 24 بكل سذاجة سياسة.. فقط المطلوب وجود ضمانات حقيقية بعدم الرجوع إلى الوضعية السابقة .. وجود التجمع في الداخلية والخارجية والدفاع كلها مؤشرات لا تبعث على الأطمئنان

Haykel AZAK a dit…

C'EST UN GOUVERNEMENT DE TRANSITION. JE REPETE TRANSITION. SON ROLE EST DE TRANSITIONER, GERER LES AFFAIRES COURANTES, ORGANISER LES ELECTIONS. RESTONS PRAGMATIQUE: TRANSITION! TRANSITION. Donnons une chance au gouvernement de transition, dont la 1ere priorité est de rétablir la sécurité et la confiance. Soyons vigilant et préparons-nous dès maintenant les prochaines élections DEMOCRATIQUES (J´ai jamais autant kiffé ce mot)

WALLADA a dit…

يا سيدي الحمد لله على رجوعك للتدوين البلوغسفار نوّرت و لو أنّك ذكرت المدوّنين الجدد و القدم و الّي بين البينين رصّاتلهم كي كريمة الميلفاي

تحليل معقول ياسر و رزين ما عندي ما نقول كان كم أنت فايقلها يا بن الخضراء

azwaw sou mendil awragh a dit…

زر غبًّا تزدد حبا.... بعد ما أيسنا من رجوعك هاك رجعت بقوة و بنباهة وتميز. على أتم الاتفاق معاك في التحليل وفي توصيف الحالة و أكثر من هذا حصرك بكل تربية وأدب الخطأ الفادح متاع سي محمد الغنوشي اللي متفق معاك في الصورة اللي وصفته بيها، كيفاش واحد من الطينة متاعه يعمل اتدهميكة متاع اباجدة في الوجهين التعيسين اللي ذكرتهم و نزيدك زيادة أنه سي المنصر الرويسي ما استقنعش أنه عيطولو و شرفةه بمنصب وزاري في حكومة انتقالية يدخل بعبوصه في تسمية وزيرة الثقافة السنمائية مفيدة التلاتلي. بعبارة أوضح لا إيلنا من مصائب المصامر المخززة متاع التجمعيين يتزادلنا المصامر المصددة البنعليين واللي منهم سي الرويسي اللي كان تتذكرو جاء في الفليجة متاع بن علي هو وبرشة "أعوان" اللي بوشاهم من قبل ما يعمل العملية متاع 7/11.كيف الودرني والبكاري والدالي الجازي والشلايك أمثال علي المهذبي و غيرهم. مهما كان، الدرس الكبير اللي رج السياسيين بودورو واللي عندهم في جعبهم حاجة يتمثل في تحكم الشعب التونسي في رمشة عين في مصيره والشيء هذا يصعب على أي واحد ينحيهولو من مخو. و ما تنسى ما تتحدث التدوين التدوين حتى بعد هروب الزين

alopex a dit…

نفظت الغبرة؟

zeineb a dit…

كلام معقول ومقبول

Anonyme a dit…

POUR LIRE LE LIVRE WAW4 VOIR CE LIEN

http://www.multiupload.com/I0EPXLJHW2

l injustice biayniha