اليوم يوم إخترناه للتدوين من أجل الدعوة للإندماج المغاربي، وأقول الإندماج المغاربي لأني شخصيا لا أرغب وخاصة لا أعتقد في الوضع الراهن في إمكانية الحديث عن الوحدة السياسية. وأظن أن المهم في هذه الحملة هو التفكيروالحوار الجماعي حول ما يدفعنا للإندماج من جهة، وحول تصورنا لشكل الإندماج المنشود وتطلعاتنا كأفراد وأخيرا حول العوائق الحالية التي تقف أمام تحقيق نتائج فعلية في الإندماج المغاربي
لماذا إذن هذه الرغبة في الإندماج؟ سوف أحاول أن أختصر: الأسباب الحضارية والثقافية والتاريخية واللغوية والدينية ليست بالنسبة لي سوى دعائم أو أسباب تكميلية، وهذا لا يقلل من قيمة هذه العوامل، فهي مثل الإسمنت الذي يشدّ البلدان إلى بعضها ولكن الإسمنت لا يعطي مفعوله إلا بين الحجارة التي رتبناها فوق بعضها البعض لتشييد بناء ما، فهو لا يكفي لوحده لتقريب الأجسام المتباعدة أصلا. العديد من الدول في العالم مثلا تتقاسم هذه العوامل ولا ترى في ذلك سببا للوحدة ولا للإندماج. إسبانيا لن تتوحد مع المكسيك من أجل عيون اللغة الإسبانية، كما أن الإسلام أو المسيحية لا تكفي كعامل مشترك لتوحيد الدول ما لم تكن هناك مصالح تحرّك أصحاب القرار، سواء كان هذا القرار في يد الشعوب في الأنظمة الديموقراطية أو في أيدي الأقلية الحاكمة في الأنظمة الأخرى.
المصلحة، تلك هي الكلمة المفتاح حسب رأيي، وأنا هنا أرغب في توضيح أمر قد يختلط على العموم، فالمقصود بالمصلحة ليس مصلحتنا نحن فقط كبلد صغير من حيث المساحة والموارد الطبيعية، وبوضوح أكثر، نحن لا نريد الإندماج في المغرب الكبير من أجل بترول ليبيا أو غاز الجزائر، نحن لا نتحرك من باب الطمع أو التسوّل، ولكن من باب المصلحة المشتركة. كيف ذلك؟ في الوضع الحالي ماذا نجد؟ تونس والمغرب بلدان شقيقان، العلاقات طيبة والمشاعر متبادلة، ما عدى في كرة القدم طبعا، ولكن على المستوى الإقتصادي المنافسة بين البلدين على أشدها: البلدان يصدران تقريبا نفس المواد (صادرات فلاحية وصادرات قطاع النسيج) لنفس السوق (السوق الأوروبية وبالأساس فرنسا)، لا يمكنني أن أدخل في التفاصيل ولكن البلدين بصفة طبيعية يتخذان كل الإجراءات لجعل منتوج كل بلد أقدر من الآخر على المنافسة وبالأساس على مستوى الأسعار، لاحظو كل مرة يقوم أحد البلدين بتحوير طفيف على مستوى السياسة المالية (نسب الصرف، نسب الفوائد...) كيف أن البلد الآخر يتبعه بنفس الإجراءات تقريبا لتسهيل إمكانيات التصدير لبضاعته. هذا تصرف عادي ومشروع من قبل البلدين في إطار المنافسة النزيهة، ولكن من المستفيد في النهاية من هذا التنافس الأخوي؟ طبعا المستفيد هو السوق الأوروبي الذي يتحصل على ما يريد بأبخس الأثمان في حين تتقلص نسب الربح في الجانب المغاربي. هنا لا يمكن لأحد أن يناقش الفائدة في بعث سياسة تجارية موحدة نستفيد منها جميعا لدى التوريد والتصدير وتصبح قدرتنا على التفاوض أكبر بإرتفاع حجم معاملاتنا المشتركة
هذا مثال والأمثلة عديدة، فالسوق المغاربي المشترك بحوالي 80 مليون مستهلك سوف يكون أحسن هدية للمؤسسات وللنهوض بالقطاعات الإنتاجية: سوق أكبر، إنتاج أكبر، كلفة أقل، إستثمار أكبر، تشغيل أكثر... هذا طبعا دون الحديث على إستقطاب الإستثمار الخارجي الذي سوف يتضاعف بالتأكيد في صورة بعث سوق مغاربي مشترك بهذا الحجم.
خلاصة القول: الإندماج المغاربي يعني: "العجلة تدور". وأنا أتمنى أن يكون للسياسيين في البلدان المنتجة للطاقة في منطقتنا بعد النظر لتبين الفائدة التي تنتظر الجميع، لأنه يبدو أن البعض يقع في حسابات على المدى القصير ويظن أن الأرباح التي يسببها إرتفاع أسعار المحروقات هي غنيمة كفيلة بتحقيق التنمية والإزدهار دون الحاجة إلى الإندماج المغاربي، وهو طبعا خطأ.
نحن الآن في دول تدفعها المصلحة، إلى جانب التاريخ واللغة والدين والحضارة إلى الإندماج. طبعا هناك عوائق وحواجز أمام هذا الإندماج، ولكن هذه الحواجز لا تساوي أبدا الأحلام التي يحملها مشروع المغرب الكبير، خاصة إذا كانت الإرادة موجودة ومشتركة، كما أن تأليف النفوس يبقى أهم خطوة ننطلق بها لتحقيق الخطوات الموالية، وهذه المبادرة من المدونين المغاربة قد تكون الخطوة الأولى في هذا الإتجاه
2 commentaires:
BTP je t'ecris à 23h30, la journée est finie.
Est ce qu'on doit continuer cette action en regroupant peut être toutes ces notes en un blog commun qu'on pourra enrichir par la suite et pkoi pas inviter d'autres bloggueurs à y participer. Ce n'était là qu'une idée. Il peut y en avoir d'autres bien meilleures. Mais si on s'arrête en si bon chemin, notre action ne sera peut être que de la masturbation cérébrale.
Bonne nuit.
Enregistrer un commentaire