اليوم فطرت شطيّر راس علّوش مصلي يعمل 66 كيف، وهو ما جعلني نتذكر موضوع هجرة الأدمغة، خاصة وأني خلال الأسبوع الفارط كان لي حديث مع صديق يخدم في ميدان التعليم العالي وجبدنا على الموضوع، بحيث قاللي الفرّادي أنّ حكاية هجرة الأدمغة أصبحت ظاهرة متفشـّية بصفة كبيرة جدا في الجامعات متاعنا، وأنّو عدد كبير من الأساتذة الجامعيين قاعد يقلب في وجهو من البلاد سنويّا، وعلى ما يبدو فإنّ الوزارة متاعهم تشجّع فيهم بحيث اللي يدبّر كونتراتو في الخارج ويطلب الهجّة يوافقولو على طول، وتزيد بلاصتو تقعد تستنى في سيادتو حتى لنهارة اللي يظهرلو باش يرجع، وهذا من ناحية مفهوم على خاطر بلادنا لازمها تصدّر سلعتها للخارج باش تنجم تجيب سيارات شعبية للمواطنين وفنانين لبنانيين للمهرجانات وغيرو وتخلّصهم بالدوفيز، وبما أننا ما عندناش صوارخ أو طيارات للبيع ملزومين باش نبيعو البشر، أو على الأقل نكريووه لمدّة معينة لبلاد أخرى يفيدها بخدماتو الجليلة ويرجع. أهوكا نتنوشو شوية شوية، أستاذ جامعي هنا، مهندس غادي، شوية خدامة حزام، شوية غبّارة ونطّارة غادي، أخصائية في علوم التدليك هوني، ونحنا ماشين، فمّاش ما نطيّحو البسكولة
من ناحية أخرى صديقي الأستاذ عبّر على إستياء من الوضعية هاذي على خاطر الكفاءات العالية كيف تهج ما يقعدولنا كان الأساتذة المضرّحين باش يقرّيولنا الطلبة متاعنا، وفي الحالة هاذي تتخلط بهامة الأستاذ ببهامة الطالب اللي جاي من الباكالوريا يعكّـز ويعطيونا خليط عجيب ينجم تكون النتائج متاعو خايبة على البلاد
يحب يقول اللي الوضعية كيما قدّمهالي الفرّادي منّا سخونة ومنّا تكوي: كان شديناهم بالسيف -و ما نقصدش لهنا باش نغتصبوهم ولكن باش نصعّبو عليهم الخروج- تولّي مشكلة ، و زيد المتخرجين الجدد يقعدو بطالة كيف وخيـّانهم، وكان سـيّـبناهم مشكلة بحيث تهجّ الأدمغة وما يبقى في البلاد كان الدماغ الفاسد وخوه، خاصة وأن ظاهرة هجرة الأدمغة ما تاقفش عندنا في الأدمغة اللي تهاجر من البلاد، بما أنهم حتى الناس اللي قاعدين في هالحفرة - عفوا، البلاد - قاعدين يهجرو في أدمغتهم، يعني تلقى برشة عباد يقطعوا كل علاقة ليهم بدماغهم، لا عادو يستعملوه ولا يدورو بيه، وكلّ واحد يستنبط جرانة وإلاّ كنتولة يحطّها في راسو ويقول النبي مولاك، وحتى كيف تسألو على الصوارخ كيفاش تتصنع يقوللك نعرف ويبدى يجبد من هاك المخزن متاع البهامة اللي مابين أكتافو.
حاسيلو باش نرجعو للموضع الأصلي، هو كيما قلنا موش كان الأدمغة اللي قاعدة تهجّ، أما الأدمغة بما أنهم أدمغة، فيسع ما يلقاو السبيل للهجرة وما يقعدوش يكمبصو ياسر كيف غيرهم أو يخاطرو بحياتهم في البحر. وهذا السبب فيه هو أن البلدان المتقدمة علينا واللي قاعدين يهاجرولها الأدمغة هي بلدان تعرف قيمة الدماغ و تعطيه قدرو، وبالتالي كيف يجيها دماغ باهي كيف ما نعرف أنا تفرح بيه وتعطيه الفيزا والحق في الإقامة وكان لزم الجنسية، زيد على هذا أنهم يستعرفو بقيمتو ويعطيوه كارو، سواء من ناحية الفلوس أو حتى القدر والمعاملات والإحترام، وهي حاجات صعيب شوية كان يلقاها عند القوم متاعنا اللي ما يعطيو حتى قيمة للدماغ، بل بالعكس، يزيدو يحقروه ويكبّولو سعدو ويهنتلوه. تي بالله فهموني شنوة قيمتو الدماغ عند ناس ياكلو الراس المصلي كيفي أنا وإلاّ يعملو بيه عجّة بالمخّ، يعني المخ وما أدراك يفقـّسو عليه كعبتين عظم وشوية طماطم وهريسة وياكلوه بالخبز. آش مازال يعمل الدماغ في محيط كيما هذا بجاه ربّي؟
على كل حال أنا عملت كل ما نقدر عليه باش الأستاذ الصديق يطمئن على مصير الدماغ في الخارج وعلى مصير البلاد من غير أدمغة، على خاطر بصراحة كثر الأدمغة في بلاد كيف بلادنا ماهوش باهي وينجم يعمل المشاكل. توة نحنا بلاد صغيرة فيها 10 ملاين ، حسب رأيكم قدّاش لازمنا من دماغ باش تمشي أمورنا لاباس؟ أنا نقول حسب الدراسة اللي قمت بيها للمسألة من النواحي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية، أنّو دماغ واحد يكفي بالنسبة لبلاد كيف بلادنا. إي نعم، دماغ واحد فيه ألف بركة. دماغ واحد يعني نهاية العرك والكلام الفارغ والتخمام في المستقبل والنقد الهدام والنقد البناء والحوارات البيزنطية والنقاشات التلفزية وجلسات الحوار البرمائية - عفوا، نقصد البرلمانية. مخ واحد يعني الناس الكلّ تخدم ساكتة والعجلة تدور وديما لاباس، وحتى من هاك البوليتيك واللغة الخشبية تتنحّى بحيث اللي باش يستعملها يعدّيوه بتهمة إستعمال دماغ غير مصادق عليه بدون رخصة.
اللّي نحتاجوه أكثر من الأدمغة في بلاد كيف بلادنا هو الجلغ (جمع جلغة) والكفوف، هاذي هي رهانات المستقبل إنشالله كان عشنا وحيانا ربي. الجلغ للماكلة و التقفيف والتنبير والكفوف للتصفيق والتبندير وخاصة للشـّلابق باش ما يتمّش إستعمال الجلغ الموجودة على السوق في أغراض دونيّة بما فيه تمهميش النظام العام. هاذاكا علاش لازمنا نركزو بالأساس على الحفاظ على ثروتنا الوطنية من الجلغ الفاوحة والمنتنة ومن الكفوف السخونة، وكان لزم الأمر باش نجيبو المزيد منها من الخارج من البلدان اللي عندها فائض في الكشخ واليدين. أما المخاخ والأدمغة الزايدة فالحل هو أننا نصدّروها للخارج، مع الكروفات وزيت الزيتونة، على خاطر لا تصلحلنا ولا نصلحولها
18 commentaires:
Je veux immigrer ... comment savoir si je suis un dmégh ou pas ?
كان جيت دماغ راهو في بالك
:))
على كل حال أتو نزيدو نثبتو الحكاية مع المصالح المختصة، كان عندك كتيـّف باهي أتوة نردّوك دماغ بالسيف
:p
يعطيك الصحة كيفاش نجمت تاكل راس العلوش في ها السخاتة اما سينون الموضوع طيارة ياسر و الستيل البيغتروبي ديما وحدو:D
@ al moudir:
هاذاكا هو الفطور يا خويا، أما خير ناكل راس علوش وإلاّ نموت بالشر؟ على كل حال جاء رويّس بنين يعمل الكيف، أهوكا كليتو ومشيت نجري للكليماتيزور
:)
saha saha ya btb
chahiitna :)
bon article
نعم، دماغ واحد فيه ألف بركة؟؟
حبّيت تقول ربع دماغ يزّي
يرزينا فيه نشاالله
:))
@ Samsoum:
آش علينا توة في دماغ وإلاّ ربع دماغ، ماهو المفيد يبدى فمّا راس كبير، هاذاكا اللي بيه الفايدة
:))
لا من ناحية كبير , هو كبير
:))
chniyya libir? rasou? 7atta a7na il koll many...ine
"Bechfa wel h'na ya m3allem" pour la tête de mouton que tu as mangé mais tu nous as pas dis ce que tu as bu avec ?? je me suis tjs demandeé ce qu'on pouvait boir avec un "ras 3allouch" à part Gazouza berda biensûr. (bouga cider de préférence).
En ce qui concerne la grosse tête (erras el k'bir), wa bidoun tamallo9, rabbi ycheddelna fi sa77at badnou!! je n'imagine pas mon pays sans sa grosse tête !!
Je suis généralement très réservé mais là j'ai envie de le dire haut et fort "j'adore la grosse tête de mon pays" !! je l'adore à un tel point que j'arrive à ne pas blamer ses dérives !!
Aya n'harek mabrouk ya BTB.
A propos, tu nous as pas dis si le dessert après la tête du mouton était du della3 ou bien du hendi??
S'était du Hendi, non ??
J'étais sût ....
Bravo,
comme d'habitude, un article "yo9tel bithe7k". Merci.
Juste une petite remarque, je ne sais pas si c'est voulu, mais le lien que t'as mis vers la photo de mosaique contient l'URL "www.panet.co.il". Ce site est hébergé à priori en Israel. En plus il propose de travailler dans des sociétés High Tech en Israel !!!
je savais pas que tu encourageais el 7er9a l'israel !
trés bien dit,
je pense que tout est lié au sujet de la laïcité. quand on aura compri le besoin d'avoir une séparation entre l'état et la religion, on sera capable de savoir l'importance des scientifics dans notre vie.
à ce rythme d'immigration vers l'europe et l'amérique du nord il ne restera dans le pays que les racailles et des formateurs de racailles qui nous font de la honte où ils vont.
réveillant nous!!
vive la laïcité, vive la liberté d'expression, vive la tunisie
rappelons que c'est aussi une culture, où l'esprit critique est plutot mal vu, d'une part dans des sujets comme la religion ou la politique, mais aussi dans les relations sociales (même dans les relations familiales). un tunisien a tendence à considérer une critique comme une insulte ou un manque de respect... tu ose critiquer et t'es tout de suite considéré comme "nabbar" "9bi7" "jamltam" etc..
comment voulez vous que les "dmegh" puissent vivre dans une société qui rejette l'essence même de la logique et du raisonnement...
en plus tu gagnes plus d'argent à l'etranger...
Excellent article, analyse pertinente avec un ton grave bien qu'écrite avec
légèreté.merci
aya BTB rja3 el moustaweh sa7a lina che5et 3ana, ma t9oulich ghoudwa chminka:P
comme dit selim tres bel article et bonne analyse avec ton style a toi
emma sou2el ken tasmhou o elli mcha fi bailou mo5 o hajer o mba3ed rja3 libledou el mizien ech i9oulou 3lih, ken dmegh o batel, wella la dmegh la welou ken mitnaker o bara
PS: c dolce vita 5eer ma t9oul chkounha ha joulanar ma9be7ha
euh mouch ma3neha dolce 9bi7a rahou,
Haw rass 3al faza! Amma t'as parfaitement rasion!!!
Enregistrer un commentaire