كان ياما كان، لـبـنان

كان ياما كان، في قريب الزمان، بلاد إسمها لبنان، كانت لبنان أوّل بلاد تشتعل فيها شمعة الحريّة في وسط صحراء العربان، ولأوّل مرّة رأى العالم على الأرض العربية بلادا تسير نحو بناء دولة تقوم على الحريّة والديمقراطية. ولكنّ الحلم لم يتواصل لمدّة طويلة، لأنّ قوى الظلام وعصابات الخفافيش اجتمعت لتطفئ النور الخفيف المنبعث من الشمعة اللبنانية. وقد كان ذلك أمرا منتظرا، لأنّ سلالة مصّاصي الدماء وسلالة الظلاميين هي في النهاية سلالة واحدة، تخشى الأنوار وتعشق العمل في ظلام الكهوف أو الدهاليز، ولأنها ترفض أن تنتظر حتى ترى الشمعة اللبنانية تتحول إلى قنديل يضيء على الجوار، ومن هناك إلى منارة للحريّة في بلاد العربان عشاق الجاهلية. لهذه الأسباب أخرج العربان أقدم كتبهم الصفراء وخطاباتهم المسمومة ومنطقهم الأعوج، وإجتمعو خلف آخر عمامة تغطّي غباءهم الجماعي يرددون شعارات رددها آباؤهم وأجدادهم منذ بداية الزمان: تسقط أمريكا، تسقط إسرائيل، تسقط الحكومة المنتخبة، تسقط الديمقراطية، تسقط الحريّة وتعيش الجاهلية العربية الإسلامية، تعيش تعيش تعيش... ولكن إلى متى؟؟

ملاحظة: نعرف اللّي العديد من القرّاء باش يعارضوا كلامي وهذا من حقهم، وأنا نحترم رأيهم، أما هذا هو رأيي ومافيها باس كان يحترموه وما ندخلوش في جدال بيزنطي.